الجماعات السلفية خرجت من القمم وشكَّلت هيئة للأمر بالمعروف ولكن بـ «السيف والبندقية»!

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٨ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


الجماعات السلفية خرجت من القمم وشكَّلت هيئة للأمر بالمعروف ولكن بـ «السيف والبندقية»!

 

 

الجماعات السلفية خرجت من القمم

ارسال لصديق
 وشكَّلت هيئة للأمر بالمعروف ولكن بـ «السيف والبندقية»!
تامر أبو عرب
 
 حادثان في يومين متتاليين قد نعتبرهما مؤشراً لما ستشهده مصر في الأيام المقبلة.. الأول كان في السنبلاوين عندما منع عدد من السلفيين وأعضاء بجماعة أنصار السنة المحمدية أفراد عائلة من دخول المسجد والصلاة فيه بدعوي أن هذه العائلة تحترف السرقة، وأن صلاة أفرادها معهم تؤخر استجابة الله لدعائهم، وعندما حاول اثنان من أفراد هذه العائلة دخول المسجد بالقوة، توجه نحو 20 سلفياً إلي منزلهما بالعصي والأسلحة البيضاء وحطموا أثاثه وأصابوا اثنين من أفراد الأسرة بينهما سيدة.
الحادث الثاني أكثر مرارة إذ قطع بعض السلفيين طريق المقابر في إحدي القري التابعة لمدينة 6 أكتوبر، لمنع أهل القرية من زيارة المقابر، معتبرين ذلك «بدعة»، مما تسبب في قيام معركة بالأسلحة النارية لمدة 3 ساعات سقط فيها 15 مصاباً.
هذه الحوادث وغيرها كثير تبين تحول الجماعات السلفية إلي جماعات للأمر بالمعروف علي الطريقة السعودية، إذ يحمل هؤلاء فتاوي من شيوخ المملكة بجواز إغلاق المحال التجارية بالقوة وقت الصلاة، لكن استخدام الأسلحة البيضاء والنارية ورفعها في وجه المسلمين سابقة فريدة تبرهن علي حدوث تحول فكري لدي هذه الجماعات التي ظلت لسنوات حبيسة المساجد منغلقة علي نفسها ومعزولة عن العالم الخارجي.
لكن التحول للأسف كان لطريق أكثر وعورة، حيث كان كثيرون ينتظرون تحولاً إيجابيا يجعل السلفيين أكثر إيجابية في مجتمعهم وأكثر نفعاً لدينهم، بعدما تحولوا إلي قوي معطلة محبوسة بالمساجد ومشغولة بمسائل خلافية سطحية لا تفيد.
التحول الجديد يرشح الأمور إلي مزيد من التصعيد، فمن الوارد أن نسمع قريباً عن استيقاف شخص في الشارع وإشباعه ضرباً لعدم إطلاق اللحية أو لأن بنطاله طويل سنتيمترين عما ورد في السنة.
مأساة حقيقية نعيشها مع هؤلاء المشغولين بقشور الدين أكثر من انشغالهم بجوهره، وبتقييم الناس أكثر من إخضاع أنفسهم للنقد، نجدهم يكفرون الشيعة. ويرفضون مناداة الأقباط بالمسيحيين مصرين علي نعتهم بـ «النصاري».
الشيعة يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويصومون ويؤدون الفرائض، وفوق هذا وذاك أصبحت لهم دولة فزاعة للغرب يعبدون الله ويمارسون شعائر لسنا في معرض تقييمها لكنهم يخرجون بعد ذلك إلي عمل ينفع وطنهم ويرهبون به الأعداء.
السنة والشيعة مرجعهم إلي الله. هناك سيختصمون، وسيظهر الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً . سيسأل ربنا أصحاب الجلابيب القصيرة حتما لماذا فرطتم في آياتي و«أعدوا لهم ما استطعتم من قوة». و«ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» .. و«اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» وانشغلتم برأي ابن عثيمين في حكم التعبد بالطريقة الشيعية الاثني عشرية وفتوي ابن باز فيمن يستحلون الغناء والمعازف.
إذا كان السلفيون سعداء بحالهم فلا بأس ولكن ليس من المقبول أبداً أن يطلبوا من الناس التشبه بهم اعتقاداً منهم أنهم علي الحق، أو أن يتطور كما حدث مؤخراً من مجرد طلب بالمعروف والموعظة الحسنة إلي أمر بالسيف والبندقية.
ولكن أين الدولة من كل ذلك؟ وأين الأمن الذي سمح باستمرار معركة لمدة 3 ساعات بسبب خلاف علي زيارة القبور بينما يسحل أي إخواني يفكر في توزيع أذكار أو تهنئة بالعيد.
الدولة ليس عندها مشكلة مع السلفيين الوهابيين.. بالعكس ترعاهم وتحبهم وتتمني أن يتحول المصريون كلهم إلي سلفيين .. لماذا؟!
السلفيون لا يمثلون أي خطر علي الدولة. هم لا يخرجون علي الحاكم ولا يطمعون في الحكم ولا يعترضون علي الفقر وضيق ذات اليد.. يعتقدون أن الحاكم يأتي من بين الرعية، فإن كانت الرعية صالحة اختار الله لها حاكماً صالحاً، وإن كانت فاسدة جاء الحاكم كذلك، فالأمر كله إذن خارج عن إرادتهم واختيار رباني ليس لهم أن يعترضوا عليه.
هم أيضا لا يطمعون في الحكم ولا يرغبون فيه ويتعاملون معه من منطلق: «يا دنيا غري غيري» ويعتبرون أنه حمل ثقيل قد يبعدهم عن الجنة مستندين في ذلك إلي قول سيدنا عمر بن الخطاب: «أخشي لو تعثرت بغلة في العراق أن يسألني ربي لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر» .. أما الفقر فهو- من وجهة نظرهم- اختبار رباني يستوجب الصبر، بل هو عند بعضهم غاية لأن الرسول -صلي الله علي وسلم- بعدما عاد من رحلة الإسراء والمعراج قال فيما معناه «نظرت إلي الجنة فوجدت جُل أهلها من الفقراء».
لماذا يكره النظام السلفيين إذن وهم لا يمثلون أي خطر عليه؟ لكن الحادثين الأخيرين يستوجبان من نظامنا الحكيم التأمل وإعادة حساباته فها هم السلفيون يهددونه من مدخل آخر.. مدخل الاستقرار الذي يعتبره أهم مبررات وجوده. فإذا ما تصاعدت الأحداث علي هذا النحو، قد تتحول البلاد إلي سجال طويل سيتحول إلي قتال مرير بين أصحاب اللحي الطويلة والجلابيب القصيرة وبين أصحاب القمصان والبناطيل. يا هؤلاءالمعتكفون في مسجد العزيز بالله كفاكم وصاية علي الناس وشكوا ولو للحظة واحدة أنكم علي الباطل ربما ينصلح حال أمتنا.

 

اجمالي القراءات 4639
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الثلاثاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[42476]

هذا هو الضيف الثقيل القادم ..

تدعي الدولة أنها تضع كل شيئ تحت سيطرتها وسطوتها ، والواقع أن هذه هي المصيبة ، فكلنا يعرف أن كل هذه الجماعات نمى وترعرع في حضن الدولة ، تستخدمهم الدولة لإرهاب خصومها ، وهذا يعد من قبيل اللعب بالنار حيث أن من يلعب بالنار عرضة أن يحرق وطنه ونفسه وهذا ما يحدث وسوف يحدث ، هاهم ينظرون لمن يختلف معهم من المصريين في حكم ديني نظرة دونية ، فكيف بنظرتهم لأقباط مصر شركاء الوطن . هؤلا هم نتاج الجناح المتطرف داخل أجهزة الدولة نفسها يتقوى بأجهزة الدولة ، إذن فالحل هو أن يعترفوا بأخطائهم ، وليبدأو بالإصلاح .

2   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الثلاثاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[42479]

صدقت يا أخ مدحت قلادة عندما كتبت :

من يصمت اليوم على سرقة


 جاره


سيكون هو غداً


الضحية،


3   تعليق بواسطة   محمد عطية     في   الثلاثاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[42481]

القادم اسوأ

فى مصر دائماً ما تبدأ الأحداث الجسام بأحداث صغيره حتى تنمو و تصبح كارثة تهدد المجتمع المصرى بأكمله و بنظره سريعه الى أحوال مصر فى الثمانينات و أوائل التسعينات حيث سيطر المد الدينى الوهابى على الشارع المصرى حتى استيقظ الجميع على رائحة دماء الأبرياء تسيل فى الشوارع و كادت تضيع مصر لولا رعاية الله لها .... و لو عدنا إلى الماضى لوجدنا البداية حيث اُطلق العنان لتلك الجماعات تقول ما تشاء فى المساجد و الزوايا دون أن تسمح الحكومة لمن يتصدى لها لمواجهتها فكرياً و إظهار عوارهم الفكرى و الاجتهادي حتى ضاقت بهم المساجد و خرجوا إلى الشوارع لتهدد الجميع .... فتلك الحادثتين هما البدايه وان لم يتم الانتباه إليهما و التصدى لها ستكون طوفان يدمر الجميع و خاصة مصر مقبله على وضع سياسى مضطرب و غير مريح فى انتقال السلطه مما يساعد على انتشار تلك الظاهره البغيضه
( هل نلتزم الصمت أم نحاول أن نواجها لتجنب الأخطار المقبله )
لذلك فأنا أناشد الجميع ممن لديه القدره و الاتصال على نشر تلك الواقعتين و التحذير منهما على اوسع نطاق حتى ينتبه الجميع و خاصة المسؤلين فى مصر ( الأوطان قبل الأديان و من ليس له ولاء لوطنه ليس له ولاء لدينه )
لله الأمر من قبل و من بعد
اللهم أحفظ مصر و أهلها من كل سوء ..........
 

4   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الأربعاء ٣٠ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[42511]

مع الأسف هذا واقع وملموس .

هذه الحوادث وتكرارها بين الحين والآخر تبرهن علي حدوث تحول فكري لدي هذه الجماعات التي ظلت لسنوات حبيسة المساجد منغلقة علي نفسها ومعزولة عن العالم الخارجي.
ولكن آن لها أن تخرج إلى الشارع وتعاقب بنفسها وتقوم بدور القاضي والجلاد، وتنصب من نفسها حكماً على الآخرين المختلفين معهم في العقيدة والديانة . فتحولهم كان للأسوأ على عكس ما كان يتوقع لهم بعض المتفائلين، ولكن هذا نتيجة طبيعية لمن يبتغي غير كتاب الله ويبتعد عنه إلى غيره من أمثال كتاب البخاري وغيره .
 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق