جامعة حلوان تقرر إعادة مناقشة رسالة ماجستير رغم اعتراض المفتي:
جامعة حلوان تقرر إعادة مناقشة رسالة ماجستير رغم اعتراض المفتي

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


جامعة حلوان تقرر إعادة مناقشة رسالة ماجستير رغم اعتراض المفتي

جامعة حلوان تقرر إعادة مناقشة رسالة ماجستير رغم اعتراض المفتي


علمت «المصري اليوم» أن جامعة حلوان قررت استكمال الإجراءات اللازمة لمناقشة رسالة ماجستير عن «ألفاظ العبادات في القرآن الكريم»، رغم اعتراض الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية عليها، وناقش مجلس الجامعة في اجتماعه يوم الأحد الماضي إلغاء قرار مجلس كلية الآداب بشطب الرسالة بناء علي طلب المفتي،



وقال الدكتور عبدالله بركات رئيس الجامعة لـ «المصري اليوم» إنه تم حل الموضوع، ولكنه رفض إعطاء أي توضيحات قبل ٢٠ يوما، ورفض إبداء السبب، وقال الدكتور فتح الله سليمان المشرف علي الرسالة إن كلية الآداب بدأت في اتخاذ إجراءات مناقشة الرسالة، وسيتم تحديد موعد المناقشة يوم الاثنين القادم،

وانتقد سليمان قيام عميد الكلية السابق باستطلاع رأي المفتي في رسالة الماجستير، وقال إن اللجنة العلمية المشكلة هي وحدها صاحبة الاختصاص في الحكم علي النتائج التي انتهت إليها الرسالة، وأضاف: لو جاز للمفتي أن يتدخل في عملي، فيجوز لي التدخل في عمله، وتولي الإفتاء بدلا منه، ولفت إلي أن المفتي ليس عالم لغة حتي يمكن استطلاع رأيه في دراسة علمية لغوية.

كان الباحث أحمد عرفة قد أقام الأسبوع الماضي دعوي قضائية أمام القضاء الإداري ضد رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب لإلغاء القرار الصادر من مجلس الكلية بشطب رسالته «ألفاظ العبادات في القرآن» استنادا إلي تقرير للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية يتهم فيه الرسالة بالتشكيك في العقيدة الإسلامية وطلب الباحث في دعواه إلزام الجامعة بدفع ٢٠٠ ألف جنيه له علي سبيل التعويض عن الأضرار التي أصابته جراء شطب رسالته بالمخالفة للقانون، وتناولت الرسالة «دراسة ألفاظ العبادات في القرآن الكريم، دراسة في ضوء نظرية السياق»،

وهي ألفاظ «العبادة والصلاة والزكاة والصدقة والحج والعمرة والصوم»، وانتهت الرسالة إلي أن كلمة الصلاة تعني في القرآن معني أعم هو طلب الهداية من الله، وأنه يقصد بكلمة الزكاة ومشتقاتها في القرآن عمل الخير، وليس إنفاق المال، وأن القرآن استعمل كلمة «الصدقة» للدلالة علي ما اصطلح الفقهاء علي تسميته «الزكاة».

وقد حصلت «المصري اليوم» علي رد الباحث علي تقرير المفتي، وأهم ما ورد فيه:

* يعيب فضيلة المفتي علي الباحث أنه قال في سياق كلامه عن مادة بحثه «إن مجال الدراسة الوحيد والحقيقي في هذه الدراسة هو «النص القرآني ذاته»، وفق نظرية السياق، وليس تفسيراته ولا الروايات المتعلقة به، ولا كتب الفقه، ولا كتب المعاجم، ولا أي شيء آخر، وجميع الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم لا تعدو أن تكون أدوات معينة في درس النص القرآني يستعان بها بقدر ما تعين علي رصد علاقات السياق التي ترشد إلي المعني»، في حين أن الباحث لم يقل إنه يحتقر الروايات أو كتب الفقه.

* يعيب المفتي عبارة نقلها الباحث تقول «كثيرا ما يفسر المفسرون كلمات القرآن بالاصطلاحات التي حدثت في الملة بعد القرون الثلاثة الأولي، فعلي المدقق أن يفسر القرآن بحسب المعاني التي كانت مستعملة في عصر نزوله، والأحسن أن يفهم اللفظ من القرآن نفسه، بأن يجمع ما تكرر منه في موضع منه وينظر فيه»، ويقول فضيلته عما تتضمنه العبارة «دعاوي عارية عن البرهان» وقائل هذه العبارة هو الشيخ محمد رشيد رضا، ولم تظهر مدرسة في التفسير في العصر الحديث أفضل من مدرسة المنار التي أسسها الشيخ رشيد.

* يعيب المفتي علي الباحث قوله «إن في القرآن كلمات لا يستطيع الفقهاء ولا غيرهم أن يزعم أن الله أراد بها ما هو مقرر في اصطلاح الفقهاء. وهاك مثال علي ذلك: اصطلاحهم علي أن المكروه دون المحرم، بينما المكروه في الكتاب العزيز وصف يطلق علي كل محرم، وذلك في قوله: «ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا. إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا. ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا.

ولا تقربوا الزني إنه كان فاحشة وساء سبيلا. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا. ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا. وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا. ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا. ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا، كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها» (الإسراء من ٢٩ إلي ٣٨).

فإذا ألزم باحث نفسه ألا يفسر لفظا في الكتاب العزيز بما يخالف معناه الاصطلاحي عند الفقهاء فإنه سيقول إن المنكرات المشار إليها بقوله (كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) ليست من المحرمات وإنما هي أشياء يكرهها الشارع، ولم يتوعد من يفعلها بعقوبة معينة، فمن تجنبها له ثواب، وليس علي من أتاها عقاب.

يعيب المفتي علي الباحث قوله: (إنه إذا كان الغرض من الأبحاث المتعلقة بالقرآن الكريم خدمة التراث الفقهي، فيجب ألا يسمح لباحث أن يتحرر من ربقة الفقهاء وما اصطلحوا عليه، وأما إذا كان الغرض هو خدمة كتاب الله، فإنه ينبغي الموازنة بين المعني الذي ورثناه عن الفقهاء، وبين المعني الذي تتوصل إليه دراسة سياقية عن نفس اللفظ في القرآن الكريم، فقد يكون المعني الذي لم يورث عن الفقهاء هو المعني الأقرب إلي سياق النص وحكمة القرآن، ويكون رده ضربا من التعصب لما توارثه الأبناء عن الآباء).

ولأن المفتي يصنف فقهيا من الفقهاء، فقد عاب ذلك علي الباحث، من غير أن يقدم دليلا علي خطئه، بل لن يستطيع ذلك، لأن الباحث يقول بكل بساطة: أريد أن أعرف هل أدرس القرآن لأخدم القرآن أم لأخدم الفقهاء؟ فإذا كنت أفعل ذلك خدمة للقرآن فمن حقي أن أتحرر من ضغوط الفقهاء وإملاءاتهم. وقد يقول قائل: ولماذا يلح الباحث علي هذه القضية في بحث تطبيقي يدرس فيه مجموعة من ألفاظ القرآن الكريم، والجواب: إنه يلح عليها في الفصل النظري،

علي أمل أن نتسامح معه عند التطبيق، لأنه لم يقل إن الصلاة في اللغة هي الدعاء كما يقول الفقهاء، ولكنه يقول إنها الهداية، ليتمكن من شرح قوله: «هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور» (الأحزاب ٤٣)، وقوله للنبي: «وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم» (التوبة ١٠٣»، ويتمكن من تعليل تسمية عبادة الصلاة بهذا الاسم فيقول: سميت صلاة،

لأننا فيها نطلب من الله أن يهدينا، لأننا نقول في كل ركعة: «اهدنا الصراط المستقيم»، ولأنه لم يقل إن الزكاة حصة مالية تؤخذ من أموال الأغنياء المؤمنين، مرة كل سنة، وإنما يقول إن الزكاة زكاة النفس، وإن أخذ الصدقة أو إيتاء الفقراء قدرا من المال يسد حاجتهم، لأنه لم يجد الزكاة مقترنة بالمال إلا في موضعين هما قوله «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها» (التوبة ١٠٣)، وقوله «الذي يؤتي ماله يتزكي» (الليل ١٨)، مع أن ابن عباس يسرد جملا فيها كلمة الزكاة وردت في عشر آيات ثم يقول (يعني بالزكاة طاعة الله والإخلاص).

يعيب فضيلته علي الباحث تفسيره الفعل «يصلون علي» بـ«يهدون قلبه» في قوله تعالي: (إنَّ اللّهَ ومَلائِكَتَهُ يصلونَ علي النبي يا أيهَا الذينَ آمنُوا صلوا عليهِ وسلمُوا تَسْليمًا) «الأحزاب - ٥٦»، وذلك في ص ١٥٣ من النسخة القديمة، ويري فضيلته أنه تفسير بعيد عن التأدب مع مقام الرسول، وأنه يدل علي أن الباحث كان حريصًا علي الإتيان بكل غريب.ولكن الباحث غير تلك العبارة في النسخة المعتمدة للمناقشة، فأصبحت: يهدونه للخير، ويفهم من المثالين اللذين عرضهما الباحث أنه يقصد «يشيرون عليه بالذي هو خير عندما يتشاورون معه في أي أمر من الأمور»،

ولا شك أن الباحث يكون قد جانب التأدب مع مقام الرسول، لو أنه قصد بقوله «يهدونه إلي الخير» أنهم ينقذونه من الضلال، أو يعرفونه بالدين، ولكن الباحث قد أفصح أنه لا يقصد شيئًا من ذلك، فقد عرض الباحث نصوصًا عديدة من القرآن الكريم تؤكد أن القرآن يستخدم الهدي والضلال بمعني القرب أو البعد من الخير بصورة عامة، وأن العرف اللغوي بعد عصر النزول هو الذي قصر مجال الهدي والضلال علي مجال الدين، ثم قال: «وبهذا كله يتبين لنا أن هداية أحد النبي أو إضلاله،

يعني التسبب في تقريبه أو إبعاده عن الخير في أي أمر من الأمور، وليس معناها- كما يقع في حسنا المعاصر - تقريبه من الإيمان بالله أو إبعاده عنه. وقد هداه سلمان إلي الخير يوم الأحزاب حين أشار عليه بحفر الخندق، وهداه ابن أبي إلي الشر يوم أحد حين أشار عليه بأن يخرج لقتال العدو وكان رأيه أن يتحصن بالمدينة» وبالتالي فإنه لا يمكن أن يقال إن الباحث لم يتأدب مع مقام النبي، لأنه من المعلوم أن النبي بشر وأن بعض الناس كان يشير عليه بما يحقق الصالح العام وأن بعضهم كان يشير عليه بضد ذلك، هذا عن مسألة التأدب،

وأما عن ذات التفسير، ولا شك أنه مغاير للتفسير الشائع، حيث تفسر «صلوا عليه» بـ «قولوا اللهم صل عليه»، فقد قدم الباحث أدلة عديدة علي ما ذهب إليه، من أهمها أنه بهذا التفسير يظهر اتساق كل المواضع التي ورد فيها الفعل «صلي» متعديا بعلي، ومنها قوله «هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور وكان بالمؤمنين رحيماً» «الأحزاب/ ٤٣»،

بينما تفسيرها بغير ذلك لا يحقق الاتساق مع هذه المواضع ولا مع سائر المواضع التي وردت فيها مادة الصاد واللام والواو، ثم إنه قدم أدلة يستدل بها علي خطأ التفسير المشهور، فلا يعدو ما قاله الباحث إن يكون وجهة نظر علمية قد دعمها بأدلة. وقد اضطر الباحث في هذه المسألة أن يتتبع الشعر العربي من عصر صدر الإسلام إلي العصر الأيوبي، باحثاً عن تعبير «صلي الله علي محمد» فلم يجد له وجوداً إلا بدءاً من العصر العباسي، ووجد في شعر الصحابة «صلي الله» علي فلان من الناس «غير النبي»، واستنتج من ذلك صحة ما قاله بعض المؤرخين منهم ابن الأثير في الكامل، من أن عبارة اللهم صل علي محمد، قد بدأ ظهورها في زمن هارون الرشيد في أوائل الكتب.

وورد في تقرير فضيلة المفتي أن الباحث يدعوا إلي الأخذ بروايات بني إسرائيل والاكتفاء بعدم معارضتها القرآن الكريم، دون مراجعة ما كتبه أهل العلم في ضوابط الاستئناس بما جاء عند أهل الكتاب، ودون إشارة إلي اشتراط عدم معارصتها السنة أو الإجماع.

يشير فضيلة المفتي في هذا إلي قول الباحث «ولا يصح لنا أن نتجاهل الأناجيل وغيرها من أسفار العهدين القديم والجديد، وقد أمرنا الله أن نؤمن بها حيث قال: «يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل علي رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيداً» «النساء/ ١٣٦»، لأن الكتاب المقدس بهيئته الحالية قد أقر في مجمع لوديسيا سنة ٣٦٤ م، حيث تم الاعتراف بسبعة أسفار، ولم يضف بعدها أي سفر آخر إليه «يعزو الكلام إلي الشيخ أبو زهرة في كتابه محاضرات في النصرانية من ص ٨٦ إلي ٩٠»، فلا ينبغي أن يقال إن القرآن عني بذلك الكتاب ما أنزل علي موسي وعيسي، ولم يقصد هذه الأسفار، ومن البدهي أن إيماننا بـ«الكتاب المقدس» لا يعني أبدا أن نقبل منه خبرا نفاه القرآن، أو خبرا لا يتوافق مع المعطيات القرآنية، أو المعطيات التاريخية أو العلمية».

اجمالي القراءات 8383
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   السبت ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11682]

هذا أول الغيث


تلك الرسالة بداية والبقية ستأتى ان شاء الله حتى لا يكون المسلمون أسرى ما وجدوا علية آبائهم من خلافات وضلالات وافتراءات التراث على الدين الحنيف والرسول الكريم علية السلام

2   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   السبت ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11686]

هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة قال صلى الله عليه وآله وسلم لا

يقول الشيخ المفتي:
ولا شك أن الباحث يكون قد جانب التأدب مع مقام الرسول، لو أنه قصد بقوله «يهدونه إلي الخير» أنهم ينقذونه من الضلال، أو يعرفونه بالدين،.

ونقول له ما قول سيادتكم يا شيخنا الفقيه في تعليم اليهودية رسول الله وتعريفه بعذاب القبر !!!

قال الإمام أحمد حدثنا هاشم أبو القاسم أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص حدثنا سعيد يعني أباه عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة رضي الله عنه إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية وقاك الله عذاب القبر قالت عائشة رضي الله عنها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي فقلت يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة قال صلى الله عليه وآله وسلم لا من زعم ذلك قالت هذه اليهودية لا أصنع إليها شيئا من المعروف إلا قالت وقاك الله عذاب القبر قال صلى الله عليه وسلم كذبت يهودية وهم على الله أكذب لا عذاب دون يوم القيامة ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبة محمرة عيناه وهو ينادي بأعلى صوته القبر كقطع الليل المظلم أيها الناس لو تعلمون ما أعلم بكيتم كثيرا وضحكتم قليلا أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه وروى أحمد حدثنا يزيد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت سألتها امرأة يهودية فأعطتها فقالت لها وقاك الله من عذاب القبر فأنكرت عائشة رضي الله عنها ذلك فلما رأت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت له فقال صلى الله عليه وسلم لا قالت عائشة رضي الله عنها ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وإنه أوحي إلي إنكم تفتنون في قبوركم وهذا أيضا على شرطهما فيقال فما الجمع بين هذا وبين كون الآية مكية وفيها الدلالة على عذاب البرزخ والجواب أن الآية دلت على عرض الأرواح على النار غدوا وعشيا في البرزخ وليس فيها دلالة على اتصال تألمها بأجسادها في القبور إذ قد يكون ذلك مختصا بالروح فأما حصول ذلك في الجسد في البرزخ وتألمه بسببه فلم يدل عليه إلا السنة في الأحاديث المرضية الآتي ذكرها وقد يقال إن هذه الآية إنما دلت على عذاب الكفار في البرزخ ولا يلزم من ذلك أن يعذب المؤمن في قبره بذنب ومما يدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة من اليهود وهي تقول أشعرت أنكم تفتنون في قبوركم فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنما يفتن يهود قالت عائشة رضي الله عنها فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إنكم تفتنون في القبور وقالت عائشة رضي الله عنها فكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر وهكذا رواه مسلم عن هارون بن سعيد وحرملة كلاهما عن ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به وقد يقال إن هذه الآية دلت على عذاب الأرواح في البرزخ ولا يلزم من ذلك أن يتصل في الأجساد في قبورها فلما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بخصوصه استعاذ منه والله سبحانه وتعالى أعلم وقد روى البخاري من حديث شعبة عن أشعث عن ابن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فقالت نعوذ بالله من عذاب القبر فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عذاب القبر فقال صلى الله عليه وسلم نعم عذاب القبر حق قالت عائشة رضي الله عنها فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر هذا يدل على أنه بادر صلى الله عليه وسلم إلى تصديق اليهودية في هذا الخبر وقرر عليه وفي الأخبار المتقدمة أنه أنكر ذلك حتى جاءه الوحي فلعلها قضيتان والله سبحانه أعلم.
تفسير ابن كثير ج 4 ص 83.

3   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11747]

معاني ألفاظ القرآن الكريم

أتمنى كل التوفيق للأستاذ احمد عرفه ، وأعلم أن مشاكل رسالته هذه قدعطلت أعمال كثيرة كان يمكنه إنجازها ، وكنت أعتقد أن من الواجب عدم رفض الرسالة ، ولكن مناقشتها والحجة في مقابل الحجة ، ومن المؤكد وجودبعض النقص أوعدم الدقة فبالحوار يمكن أن نصل إلى أعلى مستوى ممكن من الدقة ، أما الإعاقة في جوانب شكلية أو إدارية فهذا لن يفيدفي شيء ، ومعرفتي بالأستاذ / احمد عرفة جيدة وكثيرا ما تناقشت معه في رسالته ، وما أتحفظ عليه هو أخذه بمعاني الألفاظ من خلال سياقها التاريخي ، ولا يقصر بحثه على أخذه المعنى من خلال ألفاظ القرآن ، مما يقلل دقة معاني الألفاظ ، وقد كان الاتفاق بيننا على وجوب حصر كل الآيات القرآنية للوصول إلى المعني ، وفقك الله يا أستاذ / احمدلخدمة الإسلاموالمسلمين ، وأتمنى إلا تقطع الإتصال ، وكل عامأنت والأسرة الكريمة بكل خير .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق