جرائم الشرف تثير الرأي العام ضد المسلمين في ألمانيا ..!!

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


برلين- صلاح الصيفي

1

قصة حزينة ومأساة عائلية لم تذهب بحياة أحد أفرادها فقط وإنما ترمي غطاءا سميكا على حياة كافة الأفراد الباقين في الأسرة. شاب في الرابعة والعشرين من عمره يقتل شقيقته البالغة من العمر 16 عاما بطعنات متتالية، حدث ذلك في مايو الماضي عام 2008 بحي سان جورج الواقع في مدينة هامبورج الألمانية.

مقالات متعلقة :


في يوم الجمعة الماضي الموافق 13 فبراير أصدرت محكمة في هامبورج حكمها بالسجن المؤبد على الأخ القاتل، وكان النقاش قد دار فترة طويلة حول ما إذا كان الشاب الأفغاني قد قتل شقيقته عمدا أم في حالة فقد فيها السيطرة على أعصابه وذلك بدافع انقاذ شرف العائلة.


وعملية القتل لم تتم بطعنه أو بطلقه نارية إنما سدد أحمد لشقيقته 23 طعنة متتالية، وقد أثار هذا الحدث اهتمام الرأي العام الألماني، فهناك كثيرون أخذوا يراقبون التطورات التالية، وكما يقول أحدهم "عندما أفقد السيطرة على أعصابي واضرب شخصا ما، فقد يقع هذا الشخص ويصاب بنوبة قلبية. هذا قد يكون صدفة، لكن عندما اتعقبه وألاحقه وأسدد له 23 طعنة، عندئذا لا يكون هذا بدافع هيجان الأعصاب، إنما عامدا متعمدا".


كان ذلك في الخامس العشر من مايو، في ذلك اليوم اتصل أحد عمومة الشابة الأفغانية مورسال وقال لها إن أخاها أحمد يريد لقاءها في أحد مرائب السيارات في حي سان جورج في هامبورج لأنه يريد أن يتحدث معها حول أمر معين، وأحمد ادعى أنه قد شاهد أخته قبلا مع لفيف من المعارف والأصدقاء في محطة القطارات، وكما قال ايضا تناهى إلى مسامعه من صديق له أن أخته مورسال تعمل كـ"مومس" وهو الأمر الذي تبين فيما بعد أنه مجرد شائعات، فعندما اقترف أحمد الجريمة كان مخمورا، وهكذا استدرج اخته إلى مكان بعيد وباغتها بالسؤال عما إذا كانت تعمل في البغاء، فثارت عليه وأجابت عليه بانفعال قائلة "لا علاقة لك بما أفعل"، عندئذا انهال عليها يوجه إليها الطعنة تلو الأخرى، حاولت الضحية الهرب، لكنه تعقبها، وبدا يكيل إليها مزيدا من الطعنات في كل مكان من جسمها ويصوب طعنات إلى القلب، ولم يكف عن الضرب إلا بعد أن اقترب منه بعض الماره، واتصل الناس بسيارة الإسعاف، لكن المسعفين جاءوا متأخرين ولم يفلحوا في انقاذ الشابة مورزال.


وفي صباح اليوم التالي سلم القاتل أحمد نفسه إلى الشرطة، وبدأت المحاكمة في شهر ديسمبر عندئذا قال أمام المحكمة انه لم يكن يتعمد قتل أخته.


وتمثل قصة حياة "مورسال" نموذجا للاختلافات في العادات والتقاليد ومحاولة التمرد عليها من جانب صغيرات أمضين حياتهن في بلاد يختلف فيها التعامل وأسلوب الحياة بشكل كامل، وحاولت الأسرة أن تعيد الفتاة إلى مسارها من خلال إخراجها من المدرسة أو إعادتها إلى أفغانستان أو إرسالها إلى المنشآت الحكومية لمساعدة الشباب ولكن الفتاة كانت تهرب في كل مرة، والغريب أنها كانت تعود برغبتها لأسرتها وتتحمل سلوك شقيقها العدواني الذي دأب على ضربها.


وتوالت اتهامات الرأي العام ضد الجهات المسؤولة التي كانت تعلم بتفاصيل حياة الفتاة ولم تفعل الكثير لحمايتها من العنف الأسري والذي أودى بحياتها في نهاية الأمر. وتعاملت السلطات الألمانية بجدية مع الموقف وخصصت المزيد من الأموال لمكاتب استشارات الشباب وعائلاتهم ونشطت جمعيات حقوق المرأة.


ويفرق الخبراء بين أنواع جرائم الشرف التي ترتكب في ألمانيا ويرون أن الحالة النفسية للقاتل هي العامل الأساسي في تحديد المسؤولية ومدة العقوبة. ويقر الادعاء في هذه الجريمة بأنها من تدبير وتخطيط وتنفيذ الشقيق الأكبر ولم تنتج عن اتفاق الأسرة بالكامل مثلما هو الغالب في جرائم الشرف بألمانيا.


وهذه الجريمة التي أثارت الرأي العام الألماني منذ وقوعها ليست الوحيدة من نوعها، فسنوياً يتم قتل العديد من النساء والفتيات تحت مسمى جرائم الشرف، ولا توجد أرقام وإحصائيات واضحة عن هذا الأمر حيث أن الصمت عادة ما يحيط بمثل هذه الجرائم. ويخفى الأمر ولا تتم محاكمة الجاني، ولا يعتبر هذا مجرد اعتداء على حقوق الإنسان، وإنما يعتبر أيضاً تعدياً على القوانين في عدد من البلاد، ولذلك خصص الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا مؤتمراً خاصاً لهذا الحدث، بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش إيبرت" لمناقشة طرق دفع هذا العنف عن المرأة وإنقاذها منه، فالأمر لم يعد يقتصر على المدن الشرقية والإسلامية، ولكنه وصل إلى المجتمعات الأوروبية وصار جزءاً من الثقافة بها، حتى أن كاي موللر من منظمة حقوق الإنسان العالمية أمنستي انترناشيونال ينتقد الأحكام المخففة التي يتم إصدارها في مثل هذه القضايا


وقد تلت هذه الجريمة الكثير من المحادثات والمناقشات حول اندماج المسلمين في المجتمع الغربي، والزواج القهري وقمع المرأة بشكل عام في المجتمعات الإسلامية، واستغلت بعض الجرائد الصفراء هذا الأمر وبالغت في عرضه، فربطته بشكل مباشر بالإسلام والشريعة وعدم قدرة المسلمين على الاندماج في العالم الغربي، وأدانت الجمعيات النسائية العربية هذه الجريمة كما أدانها ممثلو الجمعيات والروابط التركية في ألمانيا مؤكدين أن كل هذه الأمور لا علاقة لها بالإسلام مطلقاً، وسارع بعض علماء الاجتماع بالتحذير من هذا الربط بين "جرائم الشرف" والإسلام، وعلى رأسهم عالمة الشعوب ميشي كنشت التي أوضحت أن هذه العادات والتقاليد لا ترتبط بدين ولكن بمنطقة البحر المتوسط بصفة عامة والتي تسودها سمات المجتمع الأبوي.


وأكد عالم الدين التركي حسن إلكي أيضا أن جرائم الشرف لا مكان لها في الشريعة الإسلامية، ويرجع هذه الجرائم إلى إتباع بعض المسلمين عادات القبائل البدائية، وهذا ما تؤكده ماجدة ريفيزا من اللجنة المحلية للنساء في باكستان وهي تقول: "نريد أن نجعلهم يدركون أن هذه التقاليد ضد الدين وضد حقوق الإنسان. وكل ما يمكن أن نقوم به هو محاولة تثقيف الناس، وتوعيتهم أن ما يفعلونه خطأ. وهذا يحتاج إلى وقت وأنا مقتنعة أن التثقيف والتوعية ستساعد على محاربة هذه الظاهرة". فالعمل على تثقيف وتوعية المجتمعات المختلفة والسعي إلى تغيير القوانين التي تتسامح مع مثل هذه الجرائم هو هدف الكثير من الهيئات المحلية والدولية.


وتقول باحثة اجتماعية تركية تدير مركزاً للهاربات من أسرهن ببرلين إن جرائم الشرف واحدة من أكثر أشكال القهر التي تواجهها النساء اللاتي تأتين لمركزها الذي يوجد في مكان سري ببرلين.


وتضيف الباحثة التي طلبت عدم ذكر اسمها: "كل الفتيات اللاتي تأتين إلى المركز كانوا محتجزين في منازلهن من قبل أسرهن. ويذهبن إلى المدارس فقط لأن القانون يحتّم ذلك وإلا لما سمح لهن بالخروج قط. فينبغي عليهن البقاء بالمنزل لكي يطبخن ويعتنين بأخواتهن وإخوتهن. فالآباء لا يعترفون بأن الفتاة يمكنها أن تقرر شيئاً لوحدها".

تعليق :

راجع مقال ( ثقافة العبيد ) : أحمد صبحى منصور

اجمالي القراءات 2344
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الخميس ١٩ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34558]

نعم لا دخل لها بالإسلام .

جريمه بحق مؤثرة، ولكن ما دفع هذا الأخ الذي يعيش في ألمانيا إلى هذه الفعلة البشعة إلا شعوره بأنه مسئول عن محاسبة الآخرين ومن بينهم أخته على أفعالها،والسبب في ذلك هو التدين الخاطيء، والتحليل الذى قامت به بعض الصحف هناك أقرب إلى الصواب، حيث أرجعت السبب في لجوء هذا الأخ إلى القتل أن هؤلاء يعيشون داخل المجتمع بعاداتهم وتقاليدهم التي تختلف تماماً عن عادات وتقاليد هذا المجتمع. فهذه الجرائم لا دخل لها بالإسلام .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق