مصادر لـ«الدستور الأصلي»: العسكري والإخوان عقدوا صفقة «الخروج الآمن» بالفعل.. وجاري تنفيذها

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٥ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


مصادر لـ«الدستور الأصلي»: العسكري والإخوان عقدوا صفقة «الخروج الآمن» بالفعل.. وجاري تنفيذها

الصفقة تتضمن عدم ملاحقة أعضاء العسكري قضائيا واحتفاظهم بثرواتهم.. وضمان استمرار محاكمة المخلوع بشكل قانوني بعيدا عن "محاكم الثورة".. في مقابل منح صلاحيات "غير مسبوقة" لمجلس الشعب بقيادة الإخوان المسلمين

التأكيد على "وضع خاص" للجيش في الدستور الجديد.. لضمان عدم تدخل الأجهزة الرقابية وكشف ما لا يجب كشفه!

العسكري يترك السلطة بالتدريج.. والإخوان يتصدرون المشهد بعد 23 يناير

مبارك يقضي فترة العقوبة في المركز الطبي العالمي.. وعلاء وجمال يخرجان بعد نصف المدة

العسكري سعى لعقد الصفقة فور وقوع أحداث محمد محمود خوفا من مصير مبارك

يبدو أن الجدل الذي أثاره حديث بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين، عن الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكري، ومطالبة أهالي الشهداء بقبول الدية، وتسرب أنباء عن رغبة الإخوان في العفو عن مبارك - أي كانت المبررات التي يسوقونها - لم يكن كل ذلك هراء أو تصريحات متسرعة من قيادي مندفع، بل هو واقع يتم الإعداد لتنفيذه بالفعل!

فقد علم «الدستور الأصلي» من مصادر مطلعة، أن ثمة "صفقة" تمت بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبين جماعة "الإخوان المسلمين" يتم بمقتضاها تنازل المجلس العسكري عن الجزء الأكبر من السلطة لـ"الإخوان" في مقابل ضمان سلامة أعضاءه وخروجهم "آمنين" من اللعبة السياسية. المصادر أكدت أن الصفقة تتضمن تجنيب أعضاء المجلس العسكري السقوط في فخ المحاكمات كما يحدث مع مبارك، سواء عما وقع في بدايات الثورة من أحداث وما تورطوا فيه من مشاركة أو تجاهل متعمد أثناء عمليات الاعتداء على المتظاهرين - منها موقعة الجمل - أو عمليات القتل العمد التي وقعت بعدما تولوا السلطة خاصة أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء التي خلفت مئات القتلى والمصابين، والتي تورط فيها رجال وضباط القوات المسلحة بشكل علني التقطته كاميرات الصحف العالمية، كما تتضمن الصفقة الحفاظ على ممتلكات أعضاء المجلس العسكري وعلى ما لدى أبنائهم وزوجاتهم من ثروات، وأن يحصلوا على حصانة من تحقيقات جهاز الكسب غير المشروع، ولا يتم فتح أي تحقيق حول مصادر تلك الثروات، وكذلك النص على وضع خاص ومميز للجيش بالدستور الجديد، يمنح رجاله حرية إدارة القوات المسلحة بعيدا عن أي أجهزة رقابية قد يتسبب تدخلها في المستقبل في كشف ما لا يجب الكشف عنه.

الصفقة تتضمن في المقابل، قيام المجلس العسكري بمنح صلاحيات كبيرة وغير مسبوقة لمجلس الشعب ورئيسه، تمكنه من القيام بعدة مهام في طريق تشكيل وبناء الدولة الجديدة - لم يقطع المصدر بنقل سلطات رئيس الجمهورية لرئيس مجلس الشعب من عدمه - وهو الأمر الذي سيتم الإعلان عنه في الجلسة الافتتاحية المرتقبة لمجلس الشعب في 23 يناير القادم، وهي أولى الخطوات الفعلية لتنفيذ الصفقة، والتي توقعت المصادر أن تتضمن عدة قرارات جذرية من شأنها ضرب الاستعداد للثورة الثانية التي يروج لها شباب الثورة في 25 يناير، وامتصاص غضب الشارع بشكل كبير.

الصفقة لم تتجاهل الرئيس السابق، الذي يهم أعضاء المجلس العسكري ألا يخرج غاضبا في النهاية، خوفا من المفاجآت التي يمكن أن يفجرها سواء هو أو أبناءه أو زوجته تحديدا، والتي تتعلق بأعضاء العسكري ومنهم المشير طنطاوي والفريق عنان بالأخص، فقد أضافت المصادر، أن الإخوان يتعدون طبقا للصفقة بأن تسير محاكمة الرئيس المخلوع بشكل قانوني بعيدا عن دعاوى المحاكم الثورية وما إلى ذلك، وألا يتم إخراجها عن إطار القانون الجنائي - العسكري يحاول حاليا دعم الموقف القانوني للرئيس المخلوع عن طريق إخفاء الأدلة وإتلافها وإجبار أجهزة الدولة على عدم التعاون مع جهات التحقيق والسعي لتبرئة أغلب المتهمين من ضباط وقيادات الداخلية - لكي يحصل في أسوأ الظروف على حكم مخفف - خاصة مع عامل كبر السن - ليقوم بعدها الرئيس المخلوع بقضاء فترة العقوبة في المركز الطبي العالمي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وفي هذه الحالة سيحصل نجلي مبارك على أحكام بالسجن نتيجة التربح والفساد وسيتم إخراجهما من قضية قتل المتظاهرين لأنهما لم يكونا أصحاب قرار، في الوقت الذي تم إخراج سوزان وزوجتي علاء وجمال من القضايا برمتها وتجاهل أدوارهن تمام لضمان سلامتهن من المحاكمات، ما سيمكن الأسرة بكاملها في المستقبل، من استكمال حياتها خارج مصر بعدما يقضي علاء وجمال العقوبة، والتي من المتوقع ألا تكون كاملة، بعدما يخرجا حسن سير وسلوك أو بعفو من رئيس الجمهورية الذي قطعا سيكون للإخوان دور جوهري في اختياره.

وعن رئيس الجمهورية الذي سيدعمه الإخوان، فقد نصت الصفقة على أن يتم اختياره بالتوافق بين الجماعة والعسكري، واشترط الجانبان، ألا يكون رئيسا مسيسا، وأن يأتي من خارج اللعبة السياسية وألا يكون قد سبق له تولي أي مناصب تنفيذية في العهد السابق، ليحظى بقبول الشارع من ناحية، وأن يكون بعيدا عن منطقة الصراع ولا يحمل أي أيديولوجية ثورية أو راديكالية تدفعه لمعادات أي من الطرفين، سواء الإخوان أو العسكري وتعطيل تنفيذ الصفقة - في الفترة الأخيرة تم طرح اسم الدكتور أحمد زويل كأحد المرشحين الذي يتوقع فوزه بدعم الجماعة.

المصادر أكدت، أن الصفقة تم التخطيط لها عقب اندلاع أحداث محمد محمود، والتي بدأ يشعر فيها المجلس العسكري بمدى ضعفه في الشارع، وتمثل شبح سقوط مبارك أمامه، وهو ما تعاظم بالدخول في أحداث مجلس الوزراء، ما دفع المجلس العسكري باللجوء إلى الإخوان المسلمين - التي كانت نتائج الانتخابات قد بدأت تظهر تقدمهم الملحوظ وتكشف عن سيطرتهم على البرلمان مستقبلا - لعقد هذه الصفقة، التي كانت أولى بنودها، هو إجبار الجماعة على سحب شبابها من الميدان، وتجاهل الأحداث تماما، لما يمثله موقف من الإخوان من قوة في الشارع، مع استمرار إعلان الجماعة لدعمها الكامل لمواقف العسكري وفكرة التزامه بتسليم السلطة في موعدها، وهذا لا يمنع من إصدار بيان هنا، أو إطلاق تصريح هناك ينتقد العنف الزائد في التعامل مع المتظاهرين، مصحوبا بالتأكيد على وجود مندسين ومخربين وضرورة محاسبة المخطيء من الجانبين.

الإخوان بدأوا سريعا في الترويج للخطوات التي سيتم الإعلان عنها مستقبلا، خوفا من صدمة الشارع المصري منها فور وقوعها، ما دفعهم للحديث عن قبول الدية بدلا من محاسبة قتلة الثوار، وفكرة الخروج الآمن، والحديث عن الوضع المميز للجيش بالدستور الجديد، مع العلم بأن خروج الجيش من الحياة السياسية وعودته لثكناته، لن يتم بشكل حاسم وواضح - طبقا للصفقة - وإنما سيأخذ بعضا من الوقت، يخلي فيها مقاعده بهدوء للإخوان، وخلال تلك الفترة سيبدأ الإخوان في تصدر المشهد تدريجيا حتى ينسى الشارع أن العسكري لازال في السلطة وتخفت الأصوات المطالبة برحيله، لتبدأ مصر عهدا جديدا وغامضا في ظل قيادة "الإخوان المسلمين".

اجمالي القراءات 3810
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الإثنين ١٦ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63948]

من العسكر للإخوان . وهنيئاً لهم

من العسكر للإخوان يا مصري لا تفرح فهم على شريعة ومنهاج واحد ، لا فرق بينهم سوى في وجود اللحية لدى الإخوان .
والأهم في الأمر أنه بات واضحا وضوح الشمس من يمتطي الدين لخدمة أهدافه السياسية فالإخوان ظهروا على حقيقتهم بعد الثورة وأنهم طلاب سلطة من الطراز الأول .
رحم الله شهداء الثورة الأبرار ونحتسبهم عند الله تعالى وأعان أسرهم على ما وقع عليهم من ظلم واستبداد .

2   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الإثنين ١٦ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63952]

هل سقطت مصر في بئر الوهابية .؟

هذا الكلام منطقي جدا ومقبول عقليا وواقعيا ، لكن تم عرض هذا الكلام بصورة غير مكتملة الوضوح لأن هناك طرف آخر في اللعبة لم يتم الحديث عنه وعن دوره في الانتقال من هذه المرحلة الصعبة في تاريخ مصر ، فكل ما جاء في الخبر من معلومات تفيد بأن هناك صفقة بين الاخوان والمججلس العسكرري وهذا الأمر غير مستبعد وليس مستحيلا ، وإنما هو واقع ملحوظ وملموس في تصرفات وقرارات ومواقف كلا الطرفين من الثورة ومن اموقف كلاهما من الآخر
لكن الشيء الهام في الأمر هو الدور المحوري للسعودية فلا يمكن إطلاق تجاهل هذا الدور في العملية السياسية في مصر فلابد للسعودية من دور كبير جدا للدفاع عن مبارك في ظل هذه الظروف ومساندة الاخوان والسلفيين لكي تنتقل اليهم السلطة وهي فرصة لم يكن يحلم بها الاخوان ولا آل سعود هي فرصة وحلم تحقق قبل موعده وتحقق دون بذل اي مجهود من الاخوان ودون اي تضحية الثورة نجحت في إزاحة نظام ديكتاتوري فاسد ظالم عاش الاخوان في كنفه عقودا طويلة بعد ثورة 52 حيث عاشوا في علاقة يحكمها الشد والجذب والاتفاق والاختلاف حسب المصالح وبصروة أكثر تحديدا كانت تحكمها لغة المصالح والصفقات ، ويستمر الاخوان في اتباع نفس المنهج في عقد صفقات مع العسكر ضاربين عرض الحائط بشهداء الثورة وبمصالح المصريين وبحقوق المصريين ومطالبهم الثورية التي لم يتحقق منها اي مطلب حتى اليوم الاخوان بحثوا عن مصالحهم فقط من اللحظة الاولى
واقول هل سقطت مصر في بئر الوهابية الصورة تبدو هكذا صفقة ومؤامرة ضد مصر وضد الثورة العسكر خوفا من المحاكمات وافقوا على تسليم مصر لتيار قوي يتمتع بأغلبية كاسحة في الشارع وهذه ليست صدفة أو لعبة غير مقصودة ، ولكنها خطة مدروسة تماما وتم الاعدادا لها منذ اللحظات الاولى وأكرر هي خطة ومؤامرة ولم تكن أبدا أبدا صدفة وتذكروا ماذا حدث يوم 19 مارس في الاستفتاء على نعم   ولا   كان التعاون واضحا بين الاخوان والعسكر والسلفييين واستمر هذا التعاون حتى اللحظة ولن يتوقف
الشعب المصري ضحية والثورة المصرية سرقت فعلا ولكي يتم استردادها لابد من ثورة كاملة على الاستبداد السياسي والديني الثورة القادمة لابد ان تكون ثورة كاملة ولو يحدث ذلك ستسير مصر حتما في طريق الحرب الأهلية بسبب السلطة التي سيحظى بها ارباب التيارات الدينية وسينشغل الجميع بالانقلاب على هذهالتيارات ومواجهتها والوقوف ضدها ويسنى جميع المصريين المحاكمات والقتلة والمجرمين وسيضيع حق الشهداء والمصابين فهذه خطط كبيرة جدا  تم وضعها خطوة بخطوة ولحظة بلحظة والنتائج مضمونة ومعروفة في عقل من وضع هذه الخطة ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق