نيويورك تايمز تجيب على سؤال الساعة في مصر: لماذا نجح الإخوان والسلفيون ؟

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٢ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


نيويورك تايمز تجيب على سؤال الساعة في مصر: لماذا نجح الإخوان والسلفيون ؟

  • الصحيفة: الناخبون يصوتون للأحزاب الإسلامية لنفس السبب الذي من اجله يدعم الألمان الحزب الديمقراطي المسيحي
  • مكاتب الإخوان تحولت لوكالات للخدمات الاجتماعية تقدم بطانيات الشتاء وتدفع فواتير الخدمة الطبية إلى جانب كتيبات حملتهم الانتخابية
  • الأحزاب السلفية منتشرة في كل مكان في الأزقة الخلفية وهو الشيء غير الموجود لدى الأحزاب العلمانية
  • معلمة شابة قالت أنها ستدعم السلفيين : نحن لا نرى الأحزاب الأخرى وإذا رأيناهم يكون فقط خلال موسم الانتخابات
  • ناخب : الناس يعتقدون انه إذا كان المرشحون يخافون ويتقون الله فإنهم لن يأخذوا رشاوى وسعر السكر  والأرز هو ما يهم الناخبين

ترجمة – شيماء محمد :

حاولت نيويورك تايمز الإجابة على سؤال الساعة في مصر وهو لماذا نجح الإخوان والسلفيين في الانتخابات المصرية وتراجعت التيارات الليبرالية والعلمانية .. نيكولودس كريستوف محرر الصحيفة سافر إلى الإسماعيلية مكان ميلاد جماعة الإخوان المسلمين والتقى مواطنين من مختلف الاتجاهات ومرشحين إسلاميين في محاولة للإجابة على السؤال فإلى التحقيق :

عندما كتبت على تويتر اننى كنت قد تناولت العشاء مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين هنا في مصر، علق المتابعون لي  أنهم قلقون بشأن  سلامتي .

العديد من الغربيين (وبعض المصريين الليبراليين) , بصراحة ، يشعرون بالقلق بشأن صعود الإخوان المسلمين  والإسلاميين الأكثر تطرفا  المعروفين باسم السلفيين في الانتخابات المصرية.  ولفهم لماذا  فازوا تقريبا بثلثي  الأصوات في الانتخابات ، أنا جئت إلى مدينة الإسماعيلية على قناة السويس ، حيث تأسست فيها جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928.

المفتاح الأول لحل لغز نجاح جماعة الإخوان المسلمين هو : مكاتبهم تمثل وكالات للخدمات الاجتماعية.  يأتي إليها المواطنون ليطلبوا بطانيات لفصل الشتاء ، والحزب يسلمها لهم  - إلى جانب كتيبات إعلانات حملتهم الانتخابية.  العديد من الناس يطلبون المساعدة في دفع الفواتير الطبية ، وبالفعل يحصلون على ذلك منهم.  وفي المساء ، يأتي النساء لأخذ دروس علمية مجانية .

وأعترف أحمد قناوي ، وهو يعمل بمجال العمل الاجتماعي والذي لم يقرر بعد لمن سيصوت , ” أنهم يقومون بأعمال اجتماعية جيدة”  .

الأحزاب الإسلامية تحصل على المال جزئيا من التبرعات الدينية من قبل المسلمين الأتقياء من اجل هذه الخدمات الاجتماعية  .أنصار الأحزاب العلمانية لا يبدون بنفس سخائهم في تقديم الأموال . وبالمثل ، فإن الأحزاب  السلفية منتشرة في كل مكان في الأزقة الخلفية , وهو الشيء غير الموجود لدى الأحزاب العلمانية  .

قالت سماح عبد الكريم (25 عاما) ، وهى مدرسة  إنها تدعم السلفيين , وأضافت ” نحن لا نرى الأحزاب الأخرى ، , وإذا رأيناهم ، فإن ذلك  يكون فقط خلال موسم الانتخابات “.

سألتها حول أن الأحزاب السلفية تدعو للحد من عمل المرأة  , أجابت : لا ،  السلفيون جيدون بالنسبة للمرأة لأنهم يساعدون النساء المحتاجات .

هذا يعكس موضوع مشترك وهو أن : الناس لا يصوتون للأحزاب الإسلامية لأنهم يسعون لتطبيق نموذج قمع ديني على غرار النموذج السعودي أو الإيراني . بدلا من ذلك، هم يصوتون للأحزاب الإسلامية لنفس السبب  الذي من اجله يدعم الألمان الحزب الديمقراطي المسيحي أو أن الجنوبيين يفضلون المسيحيين المحافظين , وهذا السبب هو أن : المرشحين الأتقياء دينيا يتم النظر إليهم باعتبارهم يعكسون القيم التقليدية للمجتمع .

قال عبد الوهاب سيد جمال، وهو متطوع لمجموعة مستقلة لتثقيف الناخبين  , إن ” الناخبين يشعرون أن الأحزاب العلمانية في الماضي كانت فاسدة ولم ترفع مستويات المعيشة”  ، وأضاف  ”الناس يعتقدون انه إذا كان المرشحون يخافون ويتقون الله ، فإنهم لن يأخذوا رشاوى “.

وقال أيضا ” أن سعر السكر، وسعر الأرز , هذا هو ما يهم الناخبين”، وأضاف ” إذا تمكن الإسلاميين  من  تحقيق ذلك ، فأنهم سينجحون.  واذا لم يتمكنوا ، فلن يتم التصويت لهم في الانتخابات المقبلة..  نحن لن ينتهي بنا المطاف لنكون مثل الصومال ” .

أدلى بعض قادة السلفيين بتصريحات متطرفة  - تشير إلى أن النساء والمسيحيين هم غير لائقين وغير مناسبين  ليكونوا قادة في المجتمع ، وتثير تساؤلات حول معاهدة سلام مع إسرائيل ، وتدين الأديب المصري الكبير الحائز على جائزة نوبل في الأدب ، نجيب محفوظ ، وتتهمه بعدم احترام المقدسات.  لكن الناخبين الذين تحدثت معهم كانوا أكثر اعتدالا.  البعض قال انه أعجبه فكرة إقامة دولة إسلامية أو تبنى بعض مبادئ الشريعة الإسلامية ، ولكن المعظم  نظر إليها  كرمزية ، قليلا مثل عبارة  ”نحن نثق في الله”  المطبوعة على العملات المعدنية النقدية الأميركية.

بدا العديد من المواطنين بشكل ساذج ومذهل وانعزالي ، غير قادرين على فهم لماذا الأقلية المسيحية في مصر غاضبة في أعقاب الهجمات على الكنائس.  أصر المسلمون المحافظون على أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة غير تمييزية ومثالية بالنسبة للمسيحيين الأتقياء  - كما أنهم شركاء رائعين بالنسبة للغرب.

قال أيمن هشام (24 عاما) ، وهو سلفي , متعجبا  ” ما الذي يخاف منه الغرب ؟ ” . وقال إنه تحت حكم السلفيين ، فان العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل سوف تستمر دون تغيير ، وسيتم تعزيز العلاقات مع أمريكا .

كانت المترجمة الخاصة بى في الإسماعيلية  شابة مصرية أمريكية ترتدي الملابس الأمريكية ولا تغطى شعرها بحجاب الرأس.  لذلك أنا سألت بعض المحافظين إذا كان سيجب عليها تغطية نفسها إذا سيطرت الأحزاب الإسلامية على السلطة في مصر ؟.

أجاب الدكتور هشام السولي ، وهو مرشح لجماعة الإخوان المسلمين للبرلمان, ” هذا هو قرارها” ، وأضاف ” إن الدولة لن تملي كيف ينبغي أن يعيش الناس ” . ( احد السلفيين أشار إلى أنها يمكنها استخدام بعض ”التوجيه” ، واثنين آخرين من السلفيين فروا ذعرا بدلا من أن يتم إجراء لقاء معهم بواسطة كافر وامرأة ) .

العلمانيون المصريون غالبا لا يثقون في ضمانات من الأحزاب الدينية.  أنهم يائسون ، ومحصورون بين جيش بغرائز دكتاتورية وبين وحركة دينية محافظة  تكسب الأصوات .

هناك ما يدعو للقلق ، ولكن دعونا لا نبالغ.  دعونا نتذكر أيضا أن الجيش المصري لا يزال يمثل قوة بالنسبة للعلمانية.  وهناك فرصة معقولة إن يتم انتخاب رئيس أكثر علمانية مثل عمرو موسى , وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ، لتحقيق التوازن مع الأحزاب الدينية في البرلمان .

مخاوفنا غالبا ما تعكس مصادر الخوف في عقليتنا . بالنسبة لجيل ، نحن تم ترويعنا من القوميين العرب العلمانيين ، مثل جمال عبد الناصر ، الذي حكم مصر في الستينات . مخاوف العلمانيين أثبتت أنها مبالغ فيها ، وأنا أعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على المخاوف بشأن الأحزاب الإسلامية في مصر اليوم .

في كل الأحوال ، الديمقراطية هي خطوة إلى الأمام حتى عندما يخيب الناخبون أمالنا.  قالت رنا عبد الحي  ( 18 عاما) ,  طالبة ,  أنها لن تصوت أبدا لصالح مرشح الإخوان المسلمين أو السلفيين .  ولكن بحكمة أضافت :   “هذه هي الديمقراطية الآن.  علينا أن نحترم ما يختاره الآخرون ، حتى لو اختاروا الخيار الخاطئ  ”.

اجمالي القراءات 4231
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   احمد العربى     في   الثلاثاء ١٣ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62999]

التزوير والتلاعب بالالفاظ

يصورون ان الدعم الذي ياتي من الخارج عبارة عن زكاة اموال الناس الطيبين فمهما
خطر على بالك من ارقام فلن يصل الى الملايين
ولكن ستتفاجأ عندما تعلم ان تكاليف حرب المجاهدين على روسيا في الثمانينات كانت تصل الى 6 مليارت شهريا يدفعها الاتقياء الصالحون في بلدان النفط العربي الى امريكا من اجل تسليح ودعم المجاهدين التاريخيين

2   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   الثلاثاء ١٣ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[63000]

الأخ أحمد العربي - تصحيح

أخي العزيز،

لم يكن هناك حرب لما تسميه "المجاهدين" على روسيا، بل كانوا جماعات مدعومة من أمريكا، وهذا من المعلوم عالميا، بالإضافة إلى إرهابهم الناس البسطاء في المدارس والمسارح وغيرها، فالرجاء عدم الخلط بين جهاد وإرهابن ولعلمك، المسلم في روسيا يملك حريات في دينه أكثر من بلاد المسلمين!

أماالمقال أعلاه فهو من نظرتي تماما، وأنا مقتنع به، وذلك بسبب ضعف العلمانيين وقد علقت على مقال الأخ عثمان في حكم ابليس بما يشبه ما ورد هنا.
وشكرا

3   تعليق بواسطة   احمد العربى     في   الثلاثاء ١٣ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[63001]

الاخ غالب غنيم المحترم

لم اسميهم المجاهدين من باب التعظيم بل من باب الاستهزاء
وتعليقي كان لفضح ما يسمى باموال الزكاة التي يتفاخر الاخوان والسلفييون بانها تاتيهم من الناس التقيين الطيبيين
وليس لابين سبب نجاحهم او فشلهم

4   تعليق بواسطة   نوري حمدون     في   الثلاثاء ١٣ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[63014]

فازت السلفية بسبب جهل العوام بأهمية الحريات :

المقال ذكر ما هو معروف للناس من أن الإسلام السياسي يقدم خدمات إجتماعية يصل بها إلى قاع المجتمع حيث الفقر و الجوع و الجهل أيضا . و قديما ثار سؤال كبير (( هل نحن نأكل لنعيش .. أم نعيش لنأكل ؟)) . و رغم كل شئ .. فالإنسان فعلا يهمه توفير الطعام .. و الملجأ و الملبس و التعليم و الصحة  أيضا .. كمقدمة ضرورية ليتمكن من أن يعيش حياته كما يحب . و أول مطلوب بعد الطعام و الشراب و الصحة هو.. الحريات . أما توفير الطعام و الشراب و الملجأ و حسب فلن يجعل من الإنسان أكثر من واحد من حيوانات الزريبة . و أسوأ ما في الفكر السلفي للأسف ذلك القمع الغير مسبوق للحريات حيث الخروج على الحاكم يعتبر تخريبا و خيانة عظمى و كفرا . و كتاب التاريخ يحكي لنا كيف أن السلفية لم تزدهر إلا بقهر السلطان . و اليوم يريد التاريخ أن يضيف لنا كيف أن السلفية أيضا تزدهر بجهل العوام الذين يفرحون بما يوزع عليهم من طعام و دواء و دروس فيظنون أنهم مع السلفية مقبلون على دولة الصحابة و الأنبياء . إلا أن التاريخ يريد أن يقول أيضا أن الرسول (ص) لم يبدأ بالخدمات الإجتماعية .. لا بل و لا بالوعد بها . لقد كانت رسالته هي رسالة الأنبياء التي قلبها و لبها و جوهرها التحرير و التحرر و الحريات .. و أول ما تبدأ به الحريات هو التحرر من الجهل . عبر الخدمات الإجتماعية أضافت السلفية لنفسها صفة أخرى هي .. ألإنتهازية .. و التي للأسف تأتي ضمن أجندة خارجية .. و من مصادر لا تملك أن تتحدث عن الحريات ناهيك عن أن تعطيها . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق