الشرطة المصرية فى هتك عرض الشعب .!!

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٣ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى ( المصرية القاهرية )


خبط.. لزق

محمد طعيمة

 

تطهروا.. من "كسر العين"

الأربعاء الماضي، اتهمت أسرة (خالد سعيد) رسمياً الضابط أحمد عثمان بتحريض بلطجية على ضرب "شاهد العيان" تامر عبدالمنعم، بقسوة أدخلته المستشفى في حالة حرجة، مصابا بارتجاج في المخ.

"حالات فردية، لا يجب أن تلوث ثوب الشرطة"، يردد ضباط حاليون وسابقون.. وصحفيون حلفاء لهم، مع كل إنتهاك جديد. سنسلم بذلك، لكن: أليس هذا "الترديد" مُوجه لرأي عام تسعون لإقناعه بخطابكم؟ فلماذا تستفزونه بمنح "الحالات الفردية" المزيد من الجبروت؟

في رسالة واضحة منهم، حرص رؤساء (عثمان) على تواجده "في مواجهة" إحتجاجات الإسكندرية على تصفية خالد. قبل الجريمة برز اسمه ضمن من يصفهم حقوقيون بـ(جلادي الشعب). عثمان، الذي تواجد بمكان "سحل" شاهد العيان، هو أول من إتصل به المخبران بعد مقتل (خالد)، وهو من قاد سحل نشطاء تظاهروا أمام قسم سيدي جابر بعد الجريمة، إلى حد التحرش بالبنات وهتك عرض الشباب، كما أثبتوا بالمحضر رقم 7689 إدارى سيدى جابر، ووضع مخبر إصبعه فى دُبر بعضهم بوحشية.. لكسر عينهم.

إتهامات مُهينة لأي جهاز مهني قبل أن تكون مُهينة للضحايا، لكنها ليست جديدة. يعلم مفتشو الداخلية وجهازها الإعلامي الإتهامات التي أحاطت بعثمان تحديداً، بما يستلزم، إن صحت، ليس فقط إحالته للمحاكمة الجنائية، بل أيضاً.. لعلاج نفسي، هو وأمثاله.

في ليلة قدر رمضان 2008، فتح خليل إبراهيم خليل، 62 عاما، باب منزله بعد خبط عنيف، ليفاجأ بمن يقذفه بمادة حارقة أشعلت فيه النار. وهو يحاول فهم ما يحدث.. ضربه سيخ حديدي على ساقه.. فكسرها، ومع الحرق والكسر وصراخ أسرته، إنهال الضرب.. ثم السحل لحوالي 150 متر. بالقسم إستمر التعذيب بقيادة عثمان وزميله أحمد المنيسي، مع رفض علاجه لثلاثة أيام حتى تعفنت الجروح. عثمان هدد "الحاج" خليل:"لو عايز أخيطك.. ح أخيطك".

"ح أخيطك"، نفهم جميعاً معناها. مدرسة "كسر العين" طالتشيخ ستيني أخر، أيضاً رمضان 2008. في مؤتمر لـ (حركة مصريون ضد التعذيب) بمعهد محاماة الإسكندرية، روي الضحية (صلاح أحمد حسن) وشهود عيان، وقائع مُوثقة بكاميرا موبايل. صلاح اختطفه عثمان ومنيسي من محله، مع زبائن كانوا به. ضرب وشتم.. وتحميل صناديق البضاعة لميكروباس، إنطلق بها وبه للقسم. هناك إستمر تعذيبه، ومع كل إفاقة يتوسل لعثمان: "يا باشا حموت"، فيجيبه: "إيه يعني.. كلب وراح". ساديته بلغت ذروتها حين ذكرّه "الحاج" صلاح بانه في سن أبيه، سبه ورفع جلبابه ووضع إصبعه في دبره. صرخ: "يا ظلمة.. يا كفرة". هاج عثمان أكثر: "كفرة، طب حتسجد لنا يا (كـ...) أمك".

كسر عين، تحول إلى حفلة إذلال. نادى عثمان زميله:"تعالى.. دورك". كرر منيسي ما فعله عثمان، ثم قلده 14مخبراً، حتى فقد "الحاج" الوعي. بعد ساعات، حضر رئيس المباحث، وببساطة أنهى الموضوع: "معلش يا حاج صلاح.. حصل خير، جاتلنا معلومات غلط.. تشابه أسماء". وأجبره هو وأولاده على توقيع محضر يقرون فيه باعتدائهم على أمناء شرطة.. وانهم تصالحوا. ما رواه صلاح، أكده "الزبون" (علي محمود علي) الذي نال تعذيباً أخف. الحاج صلاح، إنفرد برفض دفع إتاوات لمخبري وأمناء القسم. المدهش ان ابنه إبراهيم توجه لوكيل نيابة سيدي جابر، محمد برهان، لينقذه. روى إبراهيم: لم يتخذ أي إجراء، اتصل بضابط المباحث، وقال لي.. أحمد عثمان ده راجل محترم.

راجل محترم (!!). في الوظائف العامة شرط دائم للإستمرار فيها، هو حسن السمعة والسلوك. شرط، هنا، يكتسب أبعاداً إضافية مع مهمة الشرطة الدستورية "فى خدمة الشعب، وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن"، ومع المادة (3) من قانون الهيئة.. "حماية الأرواح والأعراض والأموال". مع "كوم" التقارير الحقوقية والبلاغات الرسمية، تتناقض "سمعة" عثمان، ومن يماثله، مع "طمائنينة وحماية أرواح واعراض" الذين يتعاملون معهم. حالات "مثل" الرائد يسري أحمد عيسي الذي أدانته جنايات الإسكندرية، يناير 2008، بهتك عِرض إبراهيم عبد النبي بالطريق العام، وضابطي سجن كفر الشيخ، سعد أحمد سعد وفؤاد زايد، الذين أجبرا أربعة محتجزين أحداث علي ممارسة اللواط أمامهما، كما أثبت تفتيش الداخلية.

قبل أسبوعين وعدنا مبارك الابن بتحقيق عادل في جريمة خالد، وجاء إنتهاك عثمان الجديد ليُكذب وعد "الفكر الجديد". والخميس الماضي، ولأول مرة منذ 30 عاماً، تحدث مبارك الأب عن "حقوق الإنسان المكفولة بالدستور والقانون".. و"لا نقبل بانتهاكها'. ربما لا يعلم أن التعذيب في عهده أصبح.. كالماء والهواء.

سنسلم بانه لا يعلم، ومجدداُ.. بانها "حالات فردية". إذن، لماذا لا تنظف الداخلية ثوبها من "مدرسة كسر العين". قبل12 عاماً، عزل اللواء حبيب العادلي مدير أمن القليوبية على خلفية تعذيب بقسم قليوب، ورغم انه أُعيد لمنصبه بضغط أعلى، لكن "النية" تواجدت، وتكررت عام 2007 بنقل مدير أمن كفر الشيخ ونائبه ومدير المباحث، بعد واقعة لواط أحداث سجن كفر الشيخ. إذن لماذا لم تُبعد نماذج مثل عثمان، ولماذا تعود نماذج مثل إسلام نبيه للخدمة رغم صدور أحكام نهائية ضدها؟

مجرد حالات فردية... خذوا خطوة وابدأوا بمدرسة كسر العين، تطهروا منها، حينها سيُقنع خطابكم الناس.

m.taima.4@gmail.com

العربي القاهرية

الأحد 25 يوليو 2010

 

كلام صور:

1-  الحاج خليل بعد حرقه.

اجمالي القراءات 3145
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   السبت ٢٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49613]

الغالبية منهم تحتاج لعلاج نفسي .

هؤلاء الضباط أمثال الضابط أحمد عثمان هم كثر ويحتاجون لعلاج نفسي وذلك بعد إبعادهم نهائياً من أي سلطة وذلك إذا كانت هناك نية لتخفيف حدة الانتهاكات التي تحدث يومياُ من قبل الشرطة للمصريين .
ولكن من الواضح أن النية مبيتة لكل هذه الانتهاكات لأنه يتم اختيارالضباط وقبولهم على اساس من يتعامل بقسوة وعنف اكثر يحصل على تقييم أفضل من رؤسائه

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق