( مقال نسينا نشره .. فعذرا ):
فى سبيل الجاز

آحمد صبحي منصور Ýí 2008-01-26


بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور
محاولة لفهم ما يجرى على الحدود اللبنانية الاسرائيلية:
أولا: _فى سبيل الجاز..!!

أهوال الحرب الدائرة الآن بين حزب الله واسرائيل تؤرق كل محب للسلام ، خصوصا مع هذا التدمير الهائل للأرض اللبنانية ومصرع العشرات من المدنيين اللبنانيين البسطاء ومن الأطفال والنساء . وبدلا من الشجب و التنديد والصراخ نتوقف قليلا للتفكير فيما يحدث .

المزيد مثل هذا المقال :


1 ـ القراءة الأولى لحرب حزب الله مع اسرائيل

تؤكد القراءة الأولى المحلية لهذه الحرب بين حزب الله و حماس وأخواتها فى جانب واسرائيل فى الجانب الآخر ، أنها حرب بين إرادتين . ومشكلة هذه الحرب القائمة على الارادة والعقيدة أنها لا تنتهى بهزيمة طرف فيها ، لإن الطرف الضعيف فيها تأبى عليه إرادته الاستسلام ، لذا يستخدم ثقافة الموت ( الانتحار أو الاستشهاد ) يحول بها شعبه الى جنود أو ميليشيات تستهدف الأخر ليعوض قصوره الحربى فى مواجهة الخصم الأقوى ، وفى نفس الوقت فأن الخصم الأقوى المتشبث بالحياة لا يسمح لنفسه بالهزيمة مهما كلفه الأمر ، وبالتالى لا يضرب إلا بقسوة بقصد الرعب والترهيب وحتى يوفر لنفسه وشعبه الاحساس بالأمن . وهكذا تستمر طاحونة الحرب لا تهدأ حينا إلا لتندلع تلتهم المدنيين قبل العسكر ، وبالتالى لا يمكن حلها إلا بإرادة أقوى من المجتمع الدولى ، على أن تعزز هذه الإرادة الأقوى بقدرة حازمة على الفعل والإلزام .
وهذا هو المستحيل بعينه. لأنها ليست حربا محلية بل هى حرب أقليمية دولية فى سبيل السيطرة على البترول أو حرب فى سبيل الجاز.

2 ـ فى سبيل الجاز بادرالرئيس بوش باحتلال العراق

وذلك لقطع الطريق على كل الطامعين فى مناجم البترول فى المنطقة خصوصا روسيا ، وحتى يستنفذ فى حرب العراق الرصيد الأمريكى المتراكم من أسلحة لم تعد تلائم العصر ، وحتى يستخدم فيه أسلحة أخرى تناسب العصر ، وحتى تدور المصانع الحربية الأمريكية، وماكينة شركاتها التى ستقوم بإعادة إعمار العراق بعد أن تقوم أسلحتها بتخريبه. البترول العراقى والبترول العربى عليه أن يسدد فاتورة الاحتلال الأمريكى للعراق .
من وجهة نظر الادارة الأمريكية سيستفيد العراقيون الخلاص من صدام ويتمتعون بديمقراطية يدفعون فاتورتها من بترولهم .
من المنتظر وفقا للتصور الأمريكى أن النجاح فى القضاء على صدام وإقامة ديمقراطية فى العراق سيجعل النظم المستبدة الأخرى أكثر طاعة لتلبية الأوامر ألأمريكية حتى تؤجل تطبيق الديمقراطية بأى طريقة ، وهنا يمكن إجراء المزيد من صفقات السلاح الأمريكى المتراكم لكى يعاد تخزينه فى الدول العربية البترولية دون استعمال ، وتدور اللعبة( البترول السلاح الدولار ) لصالح القوة الأمريكية العظمى.
كان من أهداف أمريكا أيضا تأكيد وجودها على مقربة من مناجم أخرى للبترول فيما كان يسمى سابقا بجمهوريات الاتحاد السوفيتى ومراقبة التحرك الروسى جنوبا وحصار التحرك الايرانى من الجهات الأربع .
غرق المشروع الأمريكى فى المستنقع العراقى فقدم هدية ثمينة لايران.

3 ـ إيران من ناحيتها ترى أنها الأحق بالجاز العربى

من وجهة نظر إيران فالخليج العربى إسمه عالميا وفارسيا ( الخليج الفارسى ) والإيرانيون يشكلون نسبة من السكان فى إمارات الخليج العربية البترولية، والشيعة العرب أغلبية سكانية فى أغلب دول الخليج الصغيرة ، والمنطقة الشرقية فى السعودية هى منبع البترول وموطن الشيعة . وكل الشيعة يعانون من الاضطهاد بدرجات مختلفة. وإذا كان العرب السنيون قد خضعوا لقوة غربية مسيحية تسيطر على بترولهم فإن ايران القوية المسلمة هى الأولى من أمريكا بالسيطرة على ذلك البترول والدول الحاكمة فى المنطقة.
إيران الشيعية الآرية لا تنسى ما فعله بها العرب السنة فى عصور الخلافة وفى العصر الحديث ، كما لا تنسى ما فعله بها صدام باسم العروبة فى حربه غير المبررة ، وإذا كان التاريخ جزءا من العقيدة الشيعية الايرانية فإن الحكام العرب السنة المعاصرين الآن هم استمرار لأبى بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص ، أى شياطين تمثل آلهة الظلام والشر فى الفكر الشيعى وعقائد الدولة الدينية الشيعية فى ايران. وكل ما عاناه الايرانيون الفرس قديما وحديثا منذ الفتح العربى الذى أسقط الامبراطورية الكسروية حتى اضطهاد الشيعة فى الددول السنية لا يعادله كل بترول العرب، فكيف إذا كان هذا البترول ـ من وجهة نظر إيران ـ من حق الشيعة أصلا؟
إذن فالسيطرة على منابع البترول حول الخليج ( الفارسى ) هدف ايرانى تعززه أيضا وجهات نظر سياسية. فهذا البترول أعطى قوة لنظم الحكم السنية على حساب الشيعة ، وهو الذى جلب أمريكا لتهدد إيران ونفوذها الاقليمى. وبالسيطرة على منابع البترول فى الخليج ( العربى سابقا ) ستتحول ايران من قوة اقليمية الى قوة عالمية تستطيع تحقيق أملها الأكبر فى إقامة خلافة شيعية تسيطر على كل العالم الاسلامى وتتزعمه فى مواجهة الغرب، وتستطيع تحت شعار التقريب بين المذاهب الاسلامية أن تحول السنيين الى التشيع رويدا رويدا ، خصوصا وأن معظم المسلمين صوفية بالمعتقد ، وسنيون فى المذهب و إقامة الشعائر فحسب ، وأنهم يشتركون مع الشيعة فى توقير وتقديس آل البيت ، غاية ما هنالك أنه يبقى عليهم لكى يتشيعوا تكفير أبى بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو والزبير وطلحة وأبى هريرة ..الخ.

4 ـ والظروف متاحة الآن للتحرك الايرانى.

فأنظمة الحكم العربية السنية ضعيفة ومعزولة عن شعوبها ، وعاجزة عن إحداث فعل إيجابى بالاصلاح أو فى مواجهة الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ، وهى بتبعيتها لأمريكا أصبحت مشاركة فى كل لعنة تتنزل على السياسة الأمريكية من الجماهير العربية الساخطة.
والفشل الأمريكى فى العراق جعل ايران اللاعب الحقيقى فى العراق بنفسها ومن خلال سوريا أيضا.
والصراع الدائر بين اسرائيل والعرب فى فلسطين ولبنان أتاح لها فرصة الزعامة الراديكالية لكل المتحمسين لازالة اسرائيل من الوجود ، كما جعل إمتدادها السياسى يصل الى العمق الاسرائيلى من خلال علاقتها بحماس وغيرها، ثم مخلبها الحاد ( حزب الله ) الذى تغرسه كيفما شاءت فى جنب اسرائيل. ثم لا ننسى سوريا بنظامها العلوى النصيرى الشيعى، وهكذا بالتحالف مع سوريا وحماس وحزب الله ووجود الشيعة فى السعودية ومصر ودول الخليج تستطيع الدولة الدينية الايرانية أن تمهد لاسقاط النظم العربية القائمة حاليا والتى تعانى أصلا من اهتزازات حقيقية ترجح قرب نهايتها، ولا تريد ايران أن تخرج من المولد القادم وتغيير الخريطة السياسية بلا فائدة. لا بد أن تأخذ خليج ( الجاز) قبل أن يأخذه السنيون المتشددون الساعون للحكم بدءا من أبناء لادن الى الاخوان أو( الأشقاء ) المسلمون وتنظيماتهم السرية والعلنية.

5 ـ مشكلة التحرك الايرانى

امريكا بغرقها فى مستنقع العراق لن ترضى أن تغرق عسكريا فى مستنقع ايران. ستتحول معركتها ضد ايران الى المحافل الدولية ومجلس الأمن وتأليب أوربا وقادة العالم. وهذه النوعية من الحرب السياسية الدبلوماسية مجرد كلام وبدلات سفر وموائد عشاء للدبلوماسيين الايرانيين ، تعطيهم الكثير من الدعاية والانتشار العالمى ، وتجعل العقيد القذافى المغرم بظهور إسمه فى الأخبار العالمية يموت غيظا وكمدا ، وإغاظة العقيد العتيد هو مطلب ايرانى على كل حال بعد أن خيّب آمال الايرانيين وخضع لأمريكا وألقى مشروعه الذرى هدية لها.
العدو القوى الذى يواجه ايران فى المنطق والذى ينازعها فى السيطرة الاقليمية هو اسرائيل.
هبط حسنى مبارك بمصر ودورها الاقليمى والعربى والاسلامى الى حضيض التهميش ، وهبط العرب مع مصر الى قاع العجز عن الفعل و العجز حتى عن رد الفعل ، بينما ولت تركيا وجهها صوب الاتحاد الأوربى ترجوه ان تنضم اليها تاركة الشرق الأوسط بمتاعبه ومشاكله. بهذا خلت الساحة لاسرائيل و ايران ؛ كلاهما إحتكر الفعل ورد الفعل ، وكلاهما يتنازعان على السيطرة على الشرق الأوسط .
إسرائيل تتمتع بجيش يتدرب فى قتال يومى تزداد به خبرته وكفاءته القتالية دون حاجة الى مناورات . وفوق ذلك لديه القنبلة النووية والذراع القوية التى تشكل خطرا على ايران ومشروعها النووى، وقد سبق وهددت اسرائيل بضرب ايران وتحطيم أملها فى بناء قوة نووية.

6 ـ وكيفية الحل

إيران يمكن لجيشها أن يكون أقوى عددا ولكن لا بد لها أن تصبح قوة ذرية لترهب اسرائيل والعرب والغرب ، حيث يعلم أعداؤها أن لديها مخزونا من الفتاوى الجاهزة يبيح لها أن تستعمل القوة النووية عند الضرورة ، وقادتها هم أنفسهم مرجعيتها الدينية، ولا معقب لكلامهم.
وإذا كان الجيش الايرانى قد هجر مواقع القتال منذ انتهاء الحرب مع صدام فإن من الضرورى ان تتدرب بعض وحداته فى بعثات حرب حقيقية ضمن حزب الله، وفى هذه المعارك يمكن تجربة الصواريخ الايرانية بدلا من مناورات عسكرية فى الهواء الطلق.
ومن الطبيعى أن تقف أمريكا بكل قوتها ضد التخصيب النووى الايرانى وإنتاج ايران لقنبلتها النووية. ولقد ماطلت ايران بكل ما استطاعت حتى وصل صبر قادة العالم الى نقطة الصفر ، فاجتمع قادة العالم فى بتسربرج لاتخاذ قرار موحد ضد ايران . وكان لا بد من قلب منضدة هذا الاجتماع على رءوس المجتمعين، فكان إشعال الحرب فى غزة وفى الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

7 ـ هذه الحرب تحقق لايرن كل ما تريده الآن.

فقد توارى الملف النووى الايرانى مؤقتا الى الظل وطغى على قادة الدول الثمانية مشكلة الحرب المستعرة فى لبنان وفلسطين، والخسائر العالية ماديا وبشريا هنا وهناك. وأتيح لايران وقت ثمين لتنتهى فيه من خطتها النووية وتخرج من عنق الزجاجة ولا يصبح فى إمكان أمريكا والعالم بعدها وقف صرحها النووى.
والى أن تفيق إسرائيل من حربها على جبهتين فى لبنان وفلسطين ربما سيكون السلاح النووى الايران على وشك الاكتمال.
والمعركة المفتوحة ستعطى فرصة للكوادر الايرانية أن تتدرب وتثقف نفسها حربيا فى حرب أبعد ما تكون عن الوطن الفارسى وأقرب ما تكون للأحشاء الاسرائيلية . والنزيف البشرى لهذه الحرب والخراب الدموى يتكلفه الآخر ؛ العربى والاسرائيلى، وحتى لو كان من بينهم عرب شيعة فلا بأس بذلك فهم فى الجنة شهداء يتمتعون بالحور العين حسبما يراه أئمة طهران.
وتلك الحرب التى يخوضها حزب الله ( نيابة عن الأمة ) كما قال الشيخ حسن نصر الله إذا طالت فستعرض الأنظمة العربية لخطر ثورات شعبية قادمة ، فاسرائيل ترد بعنف والصرعى من المدنيين سيزدادون ، وسيزداد أكثر منه عجز الأنظمة العربية ، وسيزداد أكثر من هذا وذاك غضب الشارع العربى ، وإذا قابل البوليس العربى تلك المظاهرات المحتجة بالقوة سينفجر الغضب الشعبى ساخطا مدمرا ، إذ كيف تعجز الأنظمة العربية عن مواجهة اسرائيل ولا تنجح إلا فى ضرب مواطنيها ؟ وستكون تلك هى هدية ايران للحكام السنيين.

8 ـ وإذا تأملت بداية إشتعال الحرب وجدت التخطيط الايرانى ظاهرا للعيان.

كلما توصلت منظمة التحرير الفلسطينية ثم السلطة الفلسطينية الى إتفاق مع اسرائيل بادرت حماس بعملية عسكرية تنسف كل شىء وتعيق الوصول الى حل معتدل مقبول حتى يظل الجرح الفلسطينى نازفا لصالح السياسة الايرانية. حماس كانت تفعل هذا قبل وصولها للسلطة ثم فعلته وهى فى السلطة بخطف جندى اسرائيلى فى وقت غير مناسب على الاطلاق لها ، إلا إذا كانت تلبى أمرا ايرانيا يريد تفجير الوضع .
إسرائيل لا بد أن ترد ، وهنا سارع الرئيس الايران نجاد الى استنهاض همم المسلمين ضد اسرائيل ليعطى مناخا ملائما لتحرك حزب الله. وتحرك حزب الله فهاجم دبابة اسرائيلية فقتل من قتل وأسر جنديين. وبهذا إشتعلت المعركة بالضبط كما أراد لها شيوخ ايران.
وحتى الآن حققت الحرب ما تريده ايران بالضبط . وقد تتوقف الحرب حينا ولكن ستواصل الاشتعال بالريموت كنترول الايرانى لتحقق ايران المزيد من المكاسب ، وفى النهاية ستتربع ايران على خرائب الشرق الأوسط فوق جماجم مئات الألوف من المدنيين العرب وبعض الألوف من الاسرائيليين.

9ـ هل هناك حل ؟
نعم:
* أن تعيد اسرائيل مزارع شبعا الى لبنان ، وان تعيد الجولان الى سوريا مقابل معاهدات سلام وعدم اعتداء بين اسرائيل وسوريا وبين اسرائيل ولبنان، وان يتم نزع سلاح حزب الله ليكون مجرد حزب سياسى مثل بقية الأحزاب اللبنانية ، وتعود سيطرة الدولة اللبنانية على كامل ترابها الوطنى متحكمة وحدها فى السلاح اللبنانى والقرار اللبنانى .
* ان يتم نزع سلاح الفصائل الفلسطينية فى لبنان وفى حماس وغيرها ليكون السلاح فى يد السلطة الفلسطينة وحدها ، مقابل إقامة دولة فلسطينية حقيقية وديمقراطية فى غزة والضفة ، وتقوم هذه الدولة بمفاوضات الوضع النهائى مع اسرائيل.
* إقامة حركة اصلاحية ديمقراطية فى الشرق الأوسط تؤكد ثقافة السلام والازدهار والتعمير بديلا عن سياسة الحرب والصراع وثقافة الموت، تنبعث هذه الحركة الاصلاحية أساسا من فلسطين ليعود شباب فلسطين من الشارع الى المدرسة والمصنع والانتاج والتقدم والبناء.

10 ـ هل يمكن تطبيق هذه الحلول؟
لا أعتقد .!!
لماذا
الاجابة فى صدر المقال...

الاثنين 17 يولية 2006

اجمالي القراءات 15284

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   دعاء أكرم     في   السبت ٢٦ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15797]


تحية للدكتور منصور على هذا المقال،




إن من يتابع الأخبار يلاحظ هذه الحركة الديناميكية النشطة في المثلث الإيراني، اللبناني والفلسطيني، كانها مكينة تروس، يتحرك الواحد وينقل الحركة للآخر فتخرج الجموع، أو يصرح بخطاب، أو تحدث عملية ما.




وبالنظر إلى تأريخ المقال، وما تلاه من أحداث، نجد أنها دورة متكررة طوال هذه السنة ونصف بين خطاب إيراني وحراك حزب الله وتمرد حماس. لقد أصبحت الجماهير المسلمة بالفعل روحا وقلبا مع نجادي ومع الشيخ حسن نصر الله، ومع رموز حركة حماس. لم يعد النشاط الشيعي أمرا ينظر إليه بسلبية عند غالبية الجماهير المثقفة، أما العموم فهم مع العمل لا مع العقيدة. لقد أصبح للشباب (عندنا على الأقل) بانتظار خطابات الرئيس الإيراني والشيخ نصر الله، وبدء الأمل يحدوهم نحو تغير المنطقة وظروفها في ظل قيادة قوية تقول وتفعل، لا كما هو سائد منذ عقود، بصرف النظر إن كانت تلك القيادة فارسية و/أو شيعية مصالحها الاقتصادية تتطلب الانتشار حيثما تريد بغطاء من العقيدة والدين.




لقد أثبتت القيادات العربية فشلها منذ عقود في إدارة الأزمات العربية. والأمر ذاته ينطبق على وجود الجامعة الدول العربية تحت قيادة الطاووس، فالجامعة لم تتحرك جديا من أجل مصالح الشعوب العربية، وإنما من أجل عيون الصالونات السياسية والوجاهة.




وإن حركة التاريخ لا تنتظر أحدا، فالدورة هذه المرة على ما يبدو ستطحن الجيل القديم العاجز لصالح دم شاب نشط يقول ويفعل ويستقطب الجماهير رغم الجهد الجهيد للجهات الرسمية تشويه صورة هؤلاء وقيام مشايخ الجوامع بتكفير الشيعة (الأمر الذي أصبح مرفوضا عند الكثيرمن الشباب المتعلم بل والجاهل).


إن النصر لن يكون للمتخاذل الضعيف، بل سيكون للأقوى تنظيما، وأكثر إيمانا، وأكبر قوة على استقطاب وتحريك الجماهير، أما دوافعه، فالله من وراء القصد.


2   تعليق بواسطة   محمد سمير     في   الإثنين ٢٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15814]

لقد أصبت لب الحقيقة

أستاذنا الفاضل د.أحمد حفظك الله من كل سوء


لقد شرحت الوضع وبينت كل خباياه


صدقني أن حماس اشتغلت في السلطة (خمسة بلدي) فكلما اتفقت السلطة مع إسرائيل على الإنسحاب من مساحة معينة من الأرض المحتلة، حتى يعلن (الجهاد في سبيل الله)، ويتم إرسال الإنتحاريين إلى العمق الإسرائيلي ويفجرون أنفسهم بين المدنيين ،ويتوقف كل شيء .وهكذا دواليك.


3   تعليق بواسطة   وداد وطني     في   الإثنين ٢٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15817]

تقويم متزن وموضوعي لمجريات الاحداث

في السياسة لا خصومات دائمة ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة.


قاعدة ميكيافيلية غربية معروفة. تأصلت جذورها في العالم الشرقي وايران على الخصوص منذ بزوغ الرضوخ والقاء العقل في غياهب السجون!

هي نقطة المفارقة بين الكينونتين: غياب آليات العقل وعدم اتخاذ الاسباب والسنن الكونية لتطوير هذه الآلية وتحسين الصورة في مجارات عالم السياسة بدل استعمال الصفقات؟! انها السياسة, فن المستحيل والممكنات. تلك النقطة اوقعتنا في الفتنة! فتنة السقوط في الهوة والفوضى الخلاقة؟؟

ان سياسة ايران تشبه الى حد ما ذلك الطير الذي يخدع الراعي في الجبل كلما حاول ان يصطاده هرب من يده! ايران ذكية وتعرف لعبة السياسة والمراوغة مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة. تعرف مكامن ومواطن القبول والهروب والرضوخ والتراجع ثم الانسحاب والعصيان مرة اخرى ثم لعبة التراجع بخطوتين لقفزة اخرى طويلة المدى نحو الامام! وقد تبدو في الافق انها مقلقة بشأن مفاعلها وبرنامجها النووي أكثر من غيرها!! كل هذا وذاك بسبب العقلية العنجهية لدى الآيات والسماحات!! هذه المناوشات والمناورات والموارات المنظمة التي تقوم بها ايران حتى اللحظة تهمّها كثيراً تجاه سياسة الاحتواء التي تبنّتها امريكا كخطط استراتيجية لاحتواء نفوذها وسيطرتها على المثلث الاستراتيجي! اذن فما دام هناك خلفية ممتدة وقراءة مستوعبة لاستراتيجيات امريكا وسياسات الغرب الممتدة صوب الشرق, والمعرفة التامة بفنون المراوغة والابتعاد عن المواجهة العسكرية الامريكية. ما دام هناك من يلعب لعبتها - ايران - السياسية والعسكرية على الشريط الحدودي مع اسرائيل فلن تستكين ولن تنتكس رايات (آيات الله؟) وستبقى صامدة وستصمد عسكريا وسياسيا. كيف؟ تذكّروا معي جيداً وسلوا عن فضيحة ايران غيت؟؟ وايران كونترا!! اذن قراءة الدكتور لجريان الاحداث وعواقبها الوخيمة وما تلعبه ايران من الدوْر الفعّال في المنطقة برمتها وما تكنّها من البهلوانيات القادمة هي في حقيقة الامر قراءة معمّقة لسرد الاحداث وما يجري في الساحة.

ايران اتقنت فنون السياسة واللعبة لكنها لا تتعظ حتى تُعضّ بنواجذ مفاعل (آيات) البترو نووية على يد العم اسرو ميركية. حينها ستندم ولات حين مناص!

تحكم ايران رؤوس ديسبوتيزمية مستبدّة تنوي السيطرة على المنطقة مثل ما نوى فارس الجُحر او بالاحرى فرسان الجحور! لذا سيكون دفع الفاتورة وضريبة الفوضى قاسية وغالية جداًُ.


4   تعليق بواسطة   عبد الحسن الموسوي     في   الإثنين ٢٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15824]

لا مناص ....



اسجل اعجابي بهذا الموضوع الشيق والتحليل الصائب للمشكل السياسي والعسكري وسببه الاقتصادي والاستراتيجي

واحب ان استكمل بعد التوقف عند الحل والنتيجه من عدم وجوده(ربما غير مصيب) وفهمت انه لا بد من استمرار الصراع الى اجل ليس قريب

للا سف نحن في اشد حالات الضياع والخسران والجمود وبالتالي سيؤدي ذلك الى مزيد من التراجع والخساره مماى يهدد وجودنا كمسلمين ومستمسكين بكتاب الله وحتى بفاعلية كتاب الله في عقولنا وسلوكنا

فلا اميركا هي الحضن الحنون الصالح الممكن التوافق معه، بل العدو المتربص الانتهازي الهدام

ولا ايران- ذات الزيغ العقائدي البعيد والمتربص بالانتقام والاكراه العقائدي الشيعي-،،،- كما تفضل الاستاذ احمد-هي من يكونون اهلا لتحالفنا واتفاقنا

كما نحن باحوالنا السيئه وخلافنا وضعفنا وشقاقنا وضياعنا بين الكبار لسنا قادرين على الوقوف بوجه التنازع الايراني الاميركي على اقتسام كعكتنا، بل لحومنا وارضنا وديننا الذي يتطلب منا الى قوه سياسيه وعسكريه تحميه ضد الطامع والمتربص شرا حتى بقراننا الذي ليس لنا ملاذ سواه في ظل هذا التنازع علينا كغنيمه

لذلك فاني ارى الحل هو في مخطط عملي شامل يتفق عليه السنيون ويعضدهم فيه القرانيون لانهم اقرب المذاهب اليهم وايضا هم الاكثر قابليه على التفاهم معهم وتغييرافكارهم كما انهم(السنيون)ابعد الطوائف (نسبيا ) عن الغلو والانحراف العقائدي من المذاهب والاديان الاخرى والطامعين نحن في هداهم والشركاء معهم في هذا الصراع والشر المتربص بنا جميعا،

كما وانهم على الرغم من الخلاف القائم معهم حاليا هم الحاضن الانسب للدعوه القرانيه من غيرهم لما يربطنا بهم من كتاب الله الذي اتخذوا معه ندا (الحديث المفترى)

لذلك فان الحل برأيي هو المقاومه وبكل الاشكال للهيمنه الاميركيه والايرانيه و التي منها الثقافيه وحتى العسكريه مع عدم التفريط بالحوار والتهادن والتعاون في سبيل المصلحه التي تحتاج الى دراسات وعمل ذوي الخبره

كما لا ننسى الاعداد والدفع والاتفاق مع الجانب السني في سبيل ذلك ،

(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60



اني ارى ان صراعنا (وحتى نحن المستمسكين بالقران وحده)مع اميركاو ايران واسرائيل هو صراع وجود ان لم ننهض به سيؤدي الى زوالنا وتدميرنا

كما ان هذا اصراع مما ابتلانا الله به وكلفنا بحمله الثقيل لانهم:

{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32

وهذا هو الجهاد الذي امرنا الله به في كتابه وقال

{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139

وقال

{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140

ولا اعتقد ان لنا طريقا اخر

هذا مع عدم اهمال المساله السياسيه واللعبه وما تقتضيه المصلحه من المناوره

ولا اعتقد ان الحلول الوسط والتهدئه مع اسرائيل هي مجديه بل مدمره

كما ان اسرائيل لن تقبل بغير ازالتنا مع قراننا عن الوجود وعن طريقها ابدا واي خطاب ودي وتفاوضي معها هو مضيعه للوقت

نحن افي صراع وجود لا يمكن التراجع عنه ولا مناص


5   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الأربعاء ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[16171]

هدى الله

  بسم الله الرحمن الرحيم

  ((  ذلك هد ى  الله يهدى بة من يشاء ومن يضلل الله فما لة من هاد ))


    أستاذى الحبيب د/ أحمد صبحى

 

   حفظك الله من كل سوء وزادك نورا وعلما وهدى وأسال الله أن يفيق الغافلون من غفلتهم  الممتدة عبر القرون   ويستجيبوا  لنداءاتك  ويرجعوا الى دينهم الحق ( القرآن الكريم ) والذى فية خير الدنيا والآخرة ونصر الدنيا ولآخرة وعز الدنيا ولآخرة  .. وأن يتركوا ما إعتنقوة من خرافات واباطيل التراث وما وجدوا علية آبائهم والذى لم يجلب لهم إلا الخراب والذل والخسران والهزائم المستمرة والضياع الى أن أصبحوا يتمرغون فى مستنقع الذل والهوان والفساد

 

  ولا حول ولا قوة إلا بالله

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,346,837
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي