الأسبوع الماضى أديت فريضة الحج فى أواخر الأشهر الحُرُم : ثانيا :

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-12-01


الأسبوع الماضى أديت فريضة الحج فى أواخر الأشهر الحُرُم : ثانيا :

1 ـ آلمنى رؤية من يرتدى هذا الزى المضحك للإحرام . وقد قلنا إن الاحرام ليس هذا اللباس المضحك ، بل هو نية الحج والإلتزام وقت الإحرام بحُرُمات الحج .

2 ـ الإحرام فى الحج يبدأ بالنية المخلصة لرب البيت جل وعلا بالإلتزام بالمناسك ، وهذا بمجرد دخول البيت الحرام، ويستمر الإحرام طيلة قضاء المناسك ، حتى لو خرج المُحرم من المسجد الحرام الى حيث يسكن ويتعامل مع الناس أو يبتغى فضلا من الله جل وعلا ورضونا أو يبتغى منافع بالحلال ، وينتهى ب (الإحلال )، أى الخروج من حالة ( الإحرام ) الى الحالة العادية  ، قال جل وعلا فى تحريم الصيد ( وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ) ﴿المائدة: ٩٦﴾ ( وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ)﴿٢﴾ المائدة   )

3 ـ  والإحرام يعنى إجتماع ( الحُرُمات الثلاث ) فى وقت واحد ، وهى :

3 / 1 : ( الحرم المكانى / البيت الحرام ) وهو البيت الوحيد للواحد الأحد جل وعلا فى هذا الكون. والذى يحج يذهب قاصدا البيت الحرام .

3 / 2 : ويكون هذا فى :( الحرم الزمانى )  ، وهو خلال الشهر الحُرُم التى قال عنها ربنا جل وعلا : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) ﴿٣٦﴾ التوبة  ) .

3 / 3 : ثم الحرم الإنسانى ، أى قلب المؤمن الذى يحج .

3 / 3 / 1 :هذا القلب لا بد أن يتطهر من إرادة الإلحاد والفسوق ، قال جل وعلا مُحذّرا : ( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٥﴾ الحج ) ، وفى موضوع تحريم الصيد قال جل وعلا محذرا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ) المائدة ). التعمد هو إرادة قلبية نفسية لا يعلمها إلا عالم الغيب والشهادة وما تخفى الصدور . أى هنا فى هذا الإحرام ( الإنسانى ) تعامل مباشر بين الذى يحج وخالقه جل وعلا .

3 / 3 / 2 : هذا القلب لا بد أن يجتنب وقت الإحرام ما كان مباحا فى غيره ، مثل الرفث مع الزوجة ، وما يكون عصيانا ( الفسوق ) أو بلا عصيان ( الجدال فى غير الدين ) ، قال جل وعلا : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) ﴿١٩٧﴾ البقرة )  

3 / 3 / 3 : ويتجنب ـ بقلبه قبل يده ـ  قتل الصيد. قال جل وعلا :

3 / 3 / 3 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ) ﴿المائدة: ١﴾

3 / 3 / 3 / 2 : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّـهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ) ﴿المائدة: ٩٤﴾

3 / 3 / 3 / 3 : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّـهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّـهُ مِنْهُ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿المائدة: ٩٥﴾

3 / 3 / 3 / 4 : (  أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿المائدة: ٩٦﴾

4 ـ ويلتزم المزيد من الطاعات أثناء تأدية المناسك ، من صلاة وذكر للرحمن وإعتكاف خلال الإحرام ومع الطواف وغيره . قال جل وعلا :

4 / 1 : (  وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿١٢٥﴾ البقرة )(  وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿٢٦﴾ الحج )

4 / 2 : ( وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ) ﴿٢٠٣) البقرة ). ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)﴿٢٨﴾ الحج )  مناسك الحج تستغرق أياما معدودات تكون معلومات لمن يحج ، خصوصا إذا أتى مرهقا من سفر طويل فلا يتمكّن من أداء المناسك فى يوم واحد ، ومنها مثلا الوقوف بعرفة وشراء وتقديم الهدى .

5 ـ هذا هو الإحرام الذى يتميز به الحج الى البيت الحرام عن بقية العبادات ، ولهذا فهو على المستطيع فقط .

6 ـ هبطت بنا الطائرة ( ترانزيت ) فى مطار فرانكفورت لنركب طائرة أخرى الى ( جدة ) ، وفى الإنتظار شهدت الكثيرين يرتدون هذا الزى المضحك للإحرام عندهم ، يسيرون به متباهين فى هذا المطار الألمانى كما لو كانوا يريدون إشهاد الألمان على تميزهم بهذه ( الموضة ) ، بل إن بعضهم ألبس أطفاله نفس الزى ، وسألت نفسى : هل لو أدى أحدهم المناسك بالمعنى الحقيقى للإحرام الذى سبق توضيحه ولكنه يرتدى هذا الزى المضحك ، هل يكون حجه مقبولا ؟ فى تصورى أن المهم هو إخلاص القلب لرب العزة جل وعلا ، أى تأدية الإحرام الحقيقى ، ليس مهما ما يرتديه الإنسان .

7 ـ وسألت نفسى هل من المُجدى أن أنصح هؤلاء بقوله جل وعلا : (  يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ  )﴿٣١﴾ الأعراف ) ؟. هو أمر إلاهى بالتزيّن عند كل مسجد ، فكيف بالمسجد الحرام ؟ وسألت نفسى لو شرحت لهم المعنى الحقيقى من الإحرام ، والأهمية القصوى لأن يطهّر من يحجّ قلبه من تقديس البشر والحجر والوقوع فى الشرك تمسكا بقوله جل وعلا فى سياق تشريع الحج (  ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴿٣٠﴾ الحج ) ؟. قلت لنفسى : لا فائدة . وتأكّدت ( اللافائدة ) هذه حين هبطنا فى مطار جدة .

فى هذه المرحلة من العُمر أحمل جسدى فوق كاهلى بيتا آيلا للسقوط .! بعد أن كان فى الشباب هو الذى يحملنى ، أحمله مثقلا بآلام الركبتين والظهر ، والأهم هو أن تداهمنى الرغبة فى التبول بما يستلزم الجرى الى دورة المياه ، وقد إنتهى بالنسبة لى ( عصر الجرى ) . هناك كثيرون مثلى ، وندخل تحت لافتة معينة حتى فى دورات المياه . داهمتنى هذه الحالة بعد الخروج من المطار وقبل ركوب السيارة الى مكة ، فتوكأت على  إبنى حسام وهو يسرع بى الى دورة المياه فى المطار . كان أحد الحمامات مخصصا لمن هم مثلى ، وكان مشغولا فوقفت أنتظر ، بينما كانت الحمامات الأخرى ـ وهى كثيرة ـ متاحة للباقين ولم أدخلها ، وكان سرعان ما يأخذ أحدهم دوره ويخرج ليدخل آخر ، وأنا واقف أتلظّى من الألم أتحسّب لتبوى لا إرادى ، والذى يحتل الحمام المخصص للمرضى أمثالى إستمرأ المكوث فيه ، برغم الدّق على الباب ، وكنت أجد له عذرا ، ربما يعانى من آلام مبرحة تفوق الآلام التى تهاجمنى . وأخيرا خرج . كان شخصا من بين من رأيتهم  فى مطار فرانكفورت، ولكن تفوق على غيره بأن كان يتخايل كالطاووس متباهيا بلباس الإحرام ، رجل فى منتهى الصحة والعافية ، وخرج مختالا بنفس طريقته كأنما ينتظر منّا أن نصفق له وهو بهذا الزى . وأنا أسارع فى الدخول بعده لم أنس أن أقول لنفسى : ( مفيش فايدة يا عم أحمد صبحى ).! مثل هذا يرجع من الحج اشد ضلالا.!

8 ـ ولفت نظرى فى الطواف شيوع هذا الزى مع تنوع الحجاج ؛ أكثرية من أفريقيا وآسيا وأقلية من العرب وأصحاب البشرة البيضاء . وأغلبهم جماعات يطوفون معا ولكل مجموعة رائد يسبقهم يتلو أدعية بالعربية يرددونها خلفه فى ورع . وحزنت من أجلهم لأنهم فيما بعد وهم عند الرجس ( المسمى بقبر النبى ) سيكونون أمامه أكثر تضرعا يطلبون من الشفاعة . وتخيلت نفس أعظهم بحقيقة هذا الرجس فتذكرت أن الجدال ممنوع فى الإحرام.

9 ـ الجدال فى الدين حرام ، لأنه يعنى من الكافرين الجدال فى آيات الله . ونعطى بعض الحقائق القرآنية :

9 / 1 : الكافرون فقط هم الذين يجادلون فى آيات الله كفرا بالقرآن الكريم . قال جل وعلا : ( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّـهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ﴿٤﴾ غافر)

9 / 2 : وهم يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق القرآنى ، قال جل وعلا :  ( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ﴿٥٦﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾ الكهف )،

9 / 3 : لذا يستحقون مقت الله جل وعلا القائل :

9 / 3 / 1 : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿٣٥﴾ غافر )

9 / 3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿٥٦﴾ غافر ).

9 / 4 : وحيث يوجد ناس يوجد أولئك المجادلون فى آيات الله جل وعلا ، قال جل وعلا : (  وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴿٨﴾ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٩)

9 / 5 : والشيطان هو الذى يدفعهم الى هذا الجدال ، قال جل وعلا :

9 / 5 / 1 : (  ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴿١٢١﴾ الانعام )

9 / 5 / 2 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٤)الحج )

9 / 6 : وقد كانوا يأتون للنبى محمد عليه السلام ليجادلوه ، قال له جل وعلا : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٥﴾ الانعام )

9 / 7 : وأمره رب العزة جل وعلا أن يقول لهم قولا مختصرا : ( وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٦٨﴾ اللَّـهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٦٩) الحج ) .

9 / 8 : وتوعدهم رب العزة جل وعلا بعذاب خالد . قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ ﴿٦٩﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٧٠﴾ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿٧١﴾ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴿٧٢﴾ غافر ).

10 ـ هذا الجدال الممنوع يكون الأكثر تحريما فى الحج وقت الإحرام .

11 ـ هناك جدال خارج الدين ، فى السياسة وفى الرياضة والفنون والعلوم . هذا الجدال ليس حراما ، ولكنه ممنوع أثناء الإحرام حتى لا يؤدى الى نزاع ، وحتى يتفرغ القلب الى ذكر الله جل وعلا ، وحتى يعيش الحجّاج وقت أمن وسلام ، فالحج للبيت الحرام هو لكل البشر المتمسكين بالاسلام السلوكى الذى يعنى السلام ، والمتمسكين بالإيمان السلوكى الذى يعنى الأمن والأمان . أما الاسلام القلبى الذى يعنى إخلاص الدين للخالق جل وعلا فمرجع الحكم فيه الى رب العالمين ليحكم بين الناس فيما هم فيه مختلفون . 

اجمالي القراءات 4306

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   كمال بلبيسي     في   الأحد ٠١ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91608]

مناسك الحج


السلام  عليكم  ورحمة  الله 



الدكتور احمد  اطال  الله  بعمرك  ومتعك بالصحة  والعافية  وبعد 



حمدا لله  على رجوعك  مع  الأهل سالما  ومبروك اداء فريضة الحج



وقد كنت سالت حضرتك  عن  مناسك  الحج  الحقيقيه  وليست  التي يمارسها  المسلمين  هل منها  الوقوف بعرفة طوال يوم  كامل  وبعدها  كما نشاهد  بالتلفزيون  كما يقولوا بالنفرة لمنى  او المزدلفة  وكيف يتم  الحج  ومتى نقصر الشعر  ونضحي  ولكم  مزيد  الشكر على هذا  المقال  الرائع 



ودمتم سالمين 



 كمال  محمد


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٢ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91612]

أخى استاذ كمال .. شكرا جزيلا ، واقول :


كالعادة يتحول المقال الى مقالات ثم سيتم تجميعها فى كتاب .

سيأتى الحديث عن تأديتى المناسك .

نرجو من الله جل وعلا العون . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,353,545
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي