( 15 ) لماذا هذا التركيز على بنى اسرائيل فى القرآن الكريم ؟

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-01-04


( 15 )  لماذا هذا التركيز على بنى اسرائيل فى القرآن الكريم ؟  

مقدمة :

1 ـ ذكر رب العزة جل وعلا قصص ابراهيم وذكر اسحق ثم يعقوب ثم قصة يوسف ثم تكرر قصص بنى اسرائيل مع موسى وهارون ثم قصص داود وسليمان . بالاضافة الى القصص جاء خطاب مباشر لبنى اسرائيل فى عهد خاتم النبيين . وبعض الحديث عن الاسرائيليين كان يصفهم بأهل الكتاب ، وسياق التفصيلات يؤكد أنهم بنو اسرائيل .

المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ هذا التركيز على بنى إسرائيل يحمل جانبا وعظيا سواء فى وعظ مباشر أو وعظ ضمنى فى القصص . وهو وعظ ليس فقط لبنى اسرائيل ولكن يتوجه أيضا الى المؤمنين بالقرآن .

3 ـ وهنا إعجاز ينبىء على أن العلاقة ممتدة بين الاسرائيليين والمؤمنين بالقرآن ، وأن ( المحمديين ) يسيرون على سُنّة العصاة من بنى إسرائيل ، وبالتالى يكون القرآن الكريم حكما على الفريقين . ونعطى بعض التفصيلات :

أولا :

1 ـ فى دولة النبى محمد فى المدينة تعامل مع بنى اسرائيل ، منهم من كان صالحا ومنهم من كان عاصيا معتديا . المعتدون فى المصطلح القرآنى إسمهم اليهود . ونزلت آيات وعظ فى التنزيل المدنى ، يذكر العصاة منهم ويمدح الصالحين ، منه عن بعض الاسرائيليين وقد وصفهم رب العزة بأنهم أهل الكتاب ، وقد سألوا النبى محمدا معجزة حسية كما كان يفعل مشركو قريش ، وفى الرد ذكر رب العزة أنهم سألوا موسى أكثر من ذلك ، وهو أن يروا الله جل وعلا جهرة فعوقبوا بالصاعقة ، وأنهم إتخذوا العجل ونقضوا الميثاق الذى أخذه الله جل وعلا عليهم حين رفع الجبل فوقهم . ثم عصوا وقتلوا بعض الأنبياء وإفتروا كذبا على مريم وزعموا انهم قتلوا المسيح وصلبوه وأكلوا الربا مع نهيهم عنه وأكلوا اموال الناس بالباطل وحرموا بعض الطيبات من الطعام وصدوا عن سبيل الله . قال جل وعلا : ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً (153) وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمْ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمْ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (154) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (159) فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً (160) وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (161) النساء ).

بعد تعداد هذه المساوىء قال جل وعلا : ( لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (162) النساء ).

يلاحظ أن قوله جل وعلا عنهم (وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ ) ينطبق على بعض الصحابة فى المدينة ، وقد كانوا يأكلون الربا مع سبق النهى عنه من قبل . قال جل وعلا فى سورة مكية يحرم التعامل بالربا مع  الفقير مستحق الصدقة : (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ (39) الروم ). وظل بعض الصحابة فى المدينة يعطون قروضا للفقراء بربا فنزل قوله جل وعلا : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281) البقرة )

وقوله جل وعلا عنهم : ( وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ )، يذكرنا بما يفعله المحمديون ، وقوله جل وعلا عن الأئمة الفاسقين من أهل الكتاب وأكلهم السحت : (وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) المائدة  )، وهو نفس ما يفعله أئمة المحمديين . ويقول جل وعلا :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة ) . وهو أيضا ما يفعله أئمة المحمديين السنيين والشيعة و الصوفية .

2 ـ ومن أهل الكتاب من هاجم دولة النبى محمد معتديا ، وهذا فى تاريخ أشار اليه القرآن الكريم فى سورتى المائدة والتوبة ، ونزل وعظ للمؤمنين أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس إذا آمنوا بالله جل وعلا حق الايمان وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وجاء التذكير بأهل الكتاب ومنهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ، وإنهم لن يضروا المؤمنين إلا مجرد الأذى ، وإن هاجموا المؤمنين معتدين فسينهزمون طالما كان المؤمنون مؤمنين ، لأن أولئك المعتدين من أهل الكتاب قد عاقبهم الله جل وعلا بالذلة والمسكنة والغضب طالما لم يتمسكوا بحبل الله ، فقد كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ويعصون ويعتدون . قال جل وعلا : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران  )

 بعدها قال جل وعلا عن المتقين من أهل الكتاب مؤكدا أن أهل الكتاب ليسوا كلهم معتدين : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) آل عمران ).

العجيب أن المحمديين ساروا على سُنّة المعتدين من أهل الكتاب ، فلم يكونوا خير أمة أخرجت للناس ، بل شرُّ أمة فى الأرض ، وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله جل وعلا ذلك بما عصوا وكانوا ولا يزالون يعتدون .

3 ـ فى نفس السورة ( آل عمران ) وفى نهايتها ذكر رب العزة جل وعلا بصيغة التوكيد الثقيل أن المؤمنين بالقرآن سيتعرضون لابتلاء كبير فى أموالهم وفى أنفسهم وسيسمعون من مشركى أهل الكتاب والمشركين من غيرهم أذى كثيرا ، وأن الصبر على هذا الأذى ومقابلته بالتقوى هو أفضل سبيل . وذكر رب العزة أنه أخذ على أهل الكتاب الميثاق على أن يبلغوا الحق للناس ولا يكتمونه ، فنبذوه وجعلوه تجارة . ووصفهم رب العزة بأنهم يفرحون بما هم عليه وأنهم يحبون أن يحمدهم الناس وهم لا يستحقون ، وهم بذلك مصيرهم العذاب ولن ينجو منه . قال جل وعلا :  ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) آل عمران ) .

هو خطاب ينطبق تماما على المحمديين .

وفى نهاية السورة قال جل وعلا عن مؤمنى أهل الكتاب :( لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198) وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)، وقال للمؤمنين بالقرآن : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) آل عمران )

4 ـ فى وعظ لبنى اسرائيل قال جل وعلا : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)المائدة ) . هو وعظ يجب ان يعتبره المحمديون . خصوصا وأن الآيات التالية عن لعن الكفرة من بنى إسرائيل بسبب عصيانهم وإعتدائهم تنطبق على ما يفعله المحمديون ، قال جل وعلا : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) المائدة ) . عُصاة بنى إسرائيل  فى المصطلح القرآنى إسمهم ( اليهود )، ومصطلح المشركين والكفار فى التعامل السلوكى يعنى الاعتداء ، قال جل وعلا عن عداء أولئك العصاة المعتدين للذين آمنوا المسالمين : (  لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) وقال بعدها عن الأقرب مودة للمؤمنين المسالمين : ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ) وأوضح جل وعلا السبب بأن منهم رهبانا وقسيسين مؤمنين : ( ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وأنهم سارعوا بالايمان عندما سمعوا القرآن الكريم : ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) المائدة ) وقال جل وعلا عن مثوبتهم : ( فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) المائدة ).

يلاحظ أن التعبير جاء مؤكدا وبالفعل المضارع مرتين فى ( لتجدنّ ). وهذا يعنى إنطباق هذا على الحاضر والمستقبل .  

أخيرا

1 ـ لم يستفد المحمديون من حديث القرآن الكريم عن بنى اسرائيل حتى فيما يسمى بالصراع العربى الاسرائيلى . بل هم يتجاهلون الآيات التى تتحدث عن بنى إسرائيل كراهية منهم لدولة إسرائيل . ولولا أن القرآن الكريم محفوظ بيد الرحمن جل وعلا لحذفوا تلك الآيات . هذا مع أن المؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا لا بد أن يتدبر القرآن طالبا الهداية والنجاة والحلول للمشاكل والأزمات حتى ما كان منها سياسيا .

2 ـ إن الله جل وعلا جعل كتابه هدى ونورا لأهل الكتاب ايضا (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) المائدة ) وقال أيضا جل وعلا عن كون القرآن الكريم حكما بينهم فى خلافاتهم:(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76 ) النمل ).  ليس لنا أن نلوم الاسرائليين لأن المحمديين هم الأكثر كفرا بالقرآن الكريم .

اجمالي القراءات 7462

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,352,227
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي