العلاقة بحزب وجريدة ( الأحرار )

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-08-20


العلاقة بحزب وجريدة ( الأحرار )

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية.  ج 2 الوهابية

الباب السادس : جهادنا ضد الوهابية 

الفصل التمهيدى : العلاقة بحزب وجريدة ( الأحرار )

1 ـ تمخض عن دعوة السادات تحويل المنابر السياسية الى قيام أحزاب  للمعارضة ( المستأنسة ) أهمها حزب الأحرار ( اليمينى ) وحزب التجمع ( اليسارى ) وحزب ( الوفد ) وحزب العمل ( الاشتراكى ) . وجاء حين من الدهر فى أوائل عهد مبارك كانت فيه صحف ( الأحرار ) و ( الوفد ) و ( الأهالى ) أهم المنابر الصحفية المصرية ، سحبت البساط أحيانا من تحت أقدام الصحف الحكومية العريقة كالأخبار والأهرام والجمهورية .

 2 ــ الاستاذ مصطفى كامل مراد ( 1927 : 1998 ) كان رئيس حزب الأحرار . وهو من الضباط ( الأحرار ) ، وقد حصل على ( بكاريليوس التجارة ) ، ودبلوم العلوم السياسية من جامعة القاهرة . وكان عضوا بمجلس الشعب عام 1969 – 1979 ، وتزعم المعارضة فى مجلس الشعب فترة من الوقت  .  انشأ حزب الأحرار وبدأ كمنبر سياسى عام 1976 وأصدر جريدة اسبوعية باسم الحزب عام 1977.

3 ـ كانت لى معرفة شخصية بالاستاذ مصطفى كامل مراد ، ولقاءات معه بناءا على طلبه ، ورأيت فيه شخصية ليبرالية مثقفة تخالف المألوف عن معظم ضباط ثورة يوليو 1952 . كانت له رؤية اسلامية مستنيرة ولكنه كان يُخضعها لبراجميته السياسية ، إذ كان يرى أن للإخوان المسلمين حضورا قويا فى الشارع يجب التعبير عنه فى الحزب وفى جرائد الحزب ، برغم إختلافه مع وهابيتهم . لذا تحالف معهم فى الانتخابات ، ولكن أقل مما فعل حزبا الوفد والعمل . وأثناء تألّقه السياسى زعيما للمعارضة ، وبعدها شاعت الدعوة لأن يكوّن كل حزب معارض حكومة ظل يتقدم بها . ربما كانت فكرة صادرة من الحكومة لإلهاء الناس ، ولكنها وجدت صدى من أحزاب المعارضة فسارعت بتكوين أعضاء لحكومتها فى ( الظّل ) . كنت أتندر على الفكرة ، وأراها مسرحية للإستهلاك المحلى فحسب ، خصوصا وأن قبلها شنّت صحف النظام هجوما على المعارضة وأتهمتها بالسعى الى الوصول الى الحكم ، وجاء الاتهام بالسعى الى الحكم ضمن قائمة أتهام لبعض المعارضين وقتها ، هذا مع أن السعى الى الحكم هو عمل الأحزاب فى أى دولة ديمقراطية تتبنّى تداول السلطة والتنافس الحزبى فى الوصول اليها . بالجمع بين الاتهام بالسعى الى السلطة وتكوين أحزاب المعارضة لحكومات ظل أصدرت تعبيرا بذيئا وقتها؛ قلت إنهم (الحكومة والمعارضة) يمارسون (الإستمناء السياسى)، أى تفريغ العمل السياسى الى لاشىء . المضحك هنا أننى كنت أنشر فى  جريدة (الأحرار ) طيلة عدة سنوات رافضا الانضمام الى حزب الأحرار ، ثم فوجئت بهم يخبروننى أن الحزب ـ بزعامة الاستاذ مصطفى كامل مراد ـ قد إختارنى وزيرا للثقافة فى حكومة الظّل الخاصة بهم . كانت نكتة خفيفة ( الظّل ) . قلت لنفسى: وزير ثقافة مرة واحدة .. إفرح يا قلبى ! 

4 ـ إشتهر مصطفى كامل مراد بإصدار تراخيص صحفية عن حزب الأحرار ، تُرضى ( جميع الأطراف ) . فصدر باسم الحزب  12 صحيفة  عديدة ـ بالاضافة الى جريدة الأحرار .كان منها للإخوان المسلمين صحف : ( الحقيقة : رئيس تحريرها محمد عامر– افاق عربية : رئيس تحريرها محمود عطية – النور: رئيس تحريرها الحمزة دعبس  ـ الأسرة العربية ).  وكان للإخوان وجود واضح فى جريدة الأحرار ، وربما كان الصوت الوحيد المعارض لهم هو قلم صديقى الراحل د فرج فودة الذى كان يكتب مقالا لاذعا فيها . وتوسط فرج فودة للسماح لى بكتابة مقال اسبوعى فى الأحرار ،  وكان يرأس تحريرها ـ حينئذ ـ الاستاذ وحيد غازى ، الذى كان من قبل نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية .

5 ـ إستمرت كتاباتى حوالى ست سنوات فى الأحرار وحدها ـ مع كتابات متقطعة وغير دورية فى صحف أخرى . وأزعم أن كتاباتى المستمرة فى ( الأحرار ) بالذات قد نقلت التكفير الدينى فى مصر الى مستوى من التنوير غير مسبوق وغير معهود . كان التنوير من قبل علمانيا لا دينيا مرتبطا بهجر الدين ، ومعتمدا على الخلط بين الدين الالهى ( الاسلام أى القرآن ) وأديان ( المسلمين الأرضية ) ، ومرتكزا على خرافة أن الاسلام هو ما يفعله المسلمون من عصر الخلفاء الراشدين الى وقتنا ، وأنه شريعة الاسلام هى ما يكتبه الفقهاء وما يقولونه من ( حديث وتفسير ) . كتاباتى فى ( التنوير الاسلامى ) نبعت من القرآن الكريم إحتكاما اليه فيما قاله وفيما فعله ( المسلمون ) وهدما لما قالوه فى تراثهم وأديانهم وما إرتكبوه فى تاريخهم ، وخصوصا ما فعلته الوهابية . إعتاد الشيوخ أن يكتبوا كتابة أصولية جامدة ، تنقل النصوص القديمة وتعلق عليها بنفس اسلوبها لتجعل القارىء عاجزا عن الفهم معتمدا على الشيوخ فى أن يتعلم منهم ، وهم اصلا جاهلون بما ينقلون . فعلت العكس تماما ؛  قمتُ بعرض آيات القرآن الكريم أشجع القارى على التعامل المباشر معها ، فقد يسّرها الله جل وعلا للذكر وجعل قرآنه كتابا مبينا ، كما عرضت للتراث التاريخى والفقهى والحديث باسلوب عصرى ، فى قراءة نقدية ، وكنت استخدم احيانا الاسلوب القصصى واسلوب الحوار( قال: قلت ) مع نبرة فكاهة تخفف جهامة الموضوع وخطورته . أزعم أننى نجحت فى إستمالة القارىء المحايد الذى يريد أن يعرف ، فقد كان يكتسب فى كل مقال معرفة جديدة من القرآن أو من المسكوت عنه من تاريخ ( المسلمين ) وتراثهم . أما القارىء الوهابى فلم يزدد إلا كراهية ، وإن كان قد تغيرت فى قلبه أشياء بحيث لم يعد كما كان ، ولكنه  ــ عنادا ــ يتشبث بما وجد عليه آباءه ، وينفث عن غضبه فى هجوم على شخصى لأننى أوقفته فى مشكلة بينه وبين نفسه . الاخوان المسلمون بالذات إستفادوا من جهل الشيوخ وتسليمهم بالتراث ووقوفهم ضد نقده ، فرفعوا شعارات تطبيق الشريعة دون مناقشة لماهية الشريعة ( هل هى شريعة القرآن أو شريعة السنيين ، وأى مذهب سنى ، وما هو الموقف من إختلافات الفقهاء وأختلافات الأحاديث ) ودون مناقشة لكيفية تطبيق شريعتهم التى يدعون اليها . كل ذلك كان مسكوتا عنه ، فجئت أناقشه محطّما خرافاتهم .

6 ـ كان ردّ الاخوان المسلمين حادا وعنيفا فى جريدة الأحرار ، وفى الصحف الأخرى التابعة لهم فى حزب الأحرار . لم أكن ألتفت الى الرد عليهم ، لأنّ هجومهم كان مفيدا ، وكنت أكتب : ( إن كاتبا قليل الحيلة مثلى يحتاج الى أن تنبحه الكلاب ليلتفت اليه الناس ). فعلا فإن هجومهم أعطانى شهرة كنت محتاجا لهم فى مواجهة تعتيم يقوم به أعوان الأزهر . وقد كان وجودى على الساحة الفكرية يمثّل صداعا للازهر ويلقى بالعار عليه ، أن مفكرا أزهريا مٌبدعا يفصله شيوخ موظفون فى الأزهر ليبقى الأزهر بركة آسنة ومستودعا للنفايات الفكرية الساكنة من العصور الوسطى .

وحاول الاخوان المسلمون فى حزب الأحرار منعى من الكتابة ، وثارت معارك ، إنتقلت فيها الخصومة الى رئيس تحرير الأحرار الاستاذ وحيد غازى ، الذى كان كاتبا علمانيا . وحسبما علمت حدث شجار متكرر بسبب تمسك الاخوان بمنعى من الكتابة وتمسك الاستاذ وحيد غازى بإستمرارى فى الكتابة ، مستدلا بإقبال القُرّاء على مقالاتى وكثرة توزيع صحيفة ( الأحرار ) ، ومن ثمّ إنتقلت خصومة الإخوان المسلمين الى وحيد غازى ، يريدون عزله ، ولكن تمسك الاستاذ مصطفى كامل ببقاء الاستاذ وحيد غازى وبقائى أنشر فى الأحرار . وكانت حجته قوية ، إنهم مجرد فصيل فى الحزب ، ليس لهم أن يسيطروا عليه ، خصوصا وهو حزب ليبرالى يفتح صدره لكل الآراء ، وأن صفحة النشر فى الأحرار هى : ( آراء حُرّة ) ، وهم يكتبون فيها ما يشاءون ويهاجمون فيها خصمهم ( احمد صبحى منصور ) كما يشاءون ، ثم إن لهم صحفا أخرى لا يسمحون فيها لغيرهم بالكتابة فيها . وهم فى النهاية الأكثر إستفادة من حزب الأحرار وصحفه ومنشوراته ، وليس لهم التعدى الى منع خصومهم من النشر فى جريدة الأحرار . جدير بالذكر أن وحيد غازى ـ كما قال ـ كان فى رحلة مع مبارك ضمن وفد الصحفيين فإفتخر أمامه بأن صحيفة الأحرار تفتح أبوابها لإثنين من أكبر أعداء الاخوان المسلمين ( فرج فودة وأحمد صبحى منصور )

7 ـ كتاباتى فى الأحرار لم تكن السبب الوحيد فى نقمة الإخوان . كانوا يعتقدون أننى السبب فى إتجاه د فرج فودة الى الكتابة فى المجال الأصولى السنى وتاريخ المسلمين . كان  فرج فودة يتبنى المنهج العلمانى والذى أصدر به كتابه ( قبل السقوط ) . أغريته أن يكتب فى نقد مناهج الأزهر ، وأعطيته نماذج من كتب الفقه والحديث والتفسير المقررة فى التعليم الأزهرى الابتدائى والإعدادى ، فقرأها وإستبشع ما فيها ، وكتب مقالا فى هذا فكان أن إشتكى شيخ الأزهر وقتها ( الشيخ جاد الحق ) الى الرئيس مبارك ، فأمر مبارك ( وحيد غازى ) بألا يسمح بالنشر فى هذا الموضوع ، تم إبلاغ فرج فودة فكتب فى الاسبوع التالى مقالا ساخرا يخبر فيه بما حدث معلنا أنه سيتخصص فى الكتابة فى ( الرياضة ). أرسلت نفس الكتب الى د رفعت السعيد أرجوه أن يكتب عنها ، فلم يكتب .

ظل فرج فودة متمسكا فى هجومه على الاخوان والسلفيين بمنهجه العلمانى بينما هم يكفرونه بمنهجهم الأصولى ، ويجدون فى منهجهم ما يشفى غليلهم . ظل رافضا أن يكتب فى نقد التراث والشريعة السنية ، وكان يكرر لى دائما إنه لن يلعب فى ملعبهم مثلى ، فأنا متخصص وهو ليس متخصصا . وكنت أقول إنهم متخصصون فى الجهل موظفون أُميون يحترفون الدعاء للسلطان . وفى نقاشات لنا متكررة ذكرت له الفظائع التاريخية والخرافات الفقهية فى كتب التراث من تاريخ وشريعة وأحاديث . أثرت إهتمامه فأقبل فى نهم يقرأ فى مصادر التراث الفقية والتاريخية. خرج فرج فودة  من قراءاته متمكنا من تاريخ ( المسلمين ) و ( شريعتهم ) . وسرعان ما أظهر  هذا فى مؤلفاته ، وأهمها ( الحقيقة الغائبة ) ( زواج المتعة ) ( نكون أو لا نكون ) وفى مقالاته وفى معاركه ضد شركات توظيف الأموال وكتابه ( الملعوب). كتبنا معا ضد شركات توظيف الأموال ، مما دفع شيخ الأزهر وقتها ( جاد الحق ) الى تقديم شكوى ضدى وضده فى نيابة أمن الدولة العليا . وتم التحقيق معى ثم معه ، وخرجنا فى نفس اليوم . كانت إحالتنا للنيابة لإرضاء شيخ الأزهر ( جاد الحق ) الذى كان من أعاجيب الزمن فى الجهل ، كان لا يستطيع أن يرتجل خطبة، بل يقرأ من ورقة ويخطىء فى القراءة ، حتى فى قراءة الآية القرآنية .

تحرّش فرج فوده بمقالاته الأصولية بشيوخ الأزهر على صفحات الأحرار ، خصوصا فى موضوع زواج المتعة ،  فكتبوا يردون عليه بإستكبار وعنجهية واستصغار له ـ لا يعرفون أنه قد إستعد لهم وتزود بمعارف لم يعلموها ، وكانت فضيحة هائلة ، إذ سارع هو يرد عليهم بمراجع ونصوص من الفقه التراثى و التاريخ ، وبإسلوب لغوى رائع وساخر ، فأفحمهم وفضح جهلهم .

إزدادت نقمتهم علىّ ، إذ ظنوا أننى الذى أغذّيه بهذه المعلومات ، وليس هذا صحيحا .  كانت هى إجتهاداته. كل ما قمتُ به أننى وجهت عقله العبقرى الى مجال التراث فأصاب الوهابيين فى مقتل .

8 ـ بعد إغتيال فرج فودة ظللت أكتب فى الأحرار ، وأصبحت أكثر حدة ، كان يعزز ذلك إستنكار الرأى العام لإغتيالهم كاتبا عبقريا فى قيمة وقامة فرج فودة . ولكنهم أيضا إزدادوا حدة فى الهجوم ، خصوصا بعد أن تحديناهم وأسّسنا الجمعية المصرية للتنوير فى ( مكتب فرج فودة ) الذى إغتالوه أمامه من قبل . وكانت صحف الاخوان الصادرة عن حزب الأحرار تتابعنا بالهجوم والإفتراءات ، خصوصا ( النور ) و ( آفاق عربية ) و ( الحقيقة ) وكنت لا أستطيع متابعة هجومها ولا أهتم به . وفى النهاية نجحوا فى إقصائى عن الكتابة فى ( الأحرار ) بل وإقصاء رئيس التحرير ( وحيد غازى ) عن طريق ( مصطفى بكرى ) .

 9 ـ مصطفى بكرى عميل للأمن ، كان أداة لهم فى تفجير أحزاب المعارضة من الداخل ، ينضم الى الحزب ومعه مجموعة من البلطجية ( الصعايدة ) ثم لا يلبث أن يدمره من الداخل . فعل هذا مع الشيخ الصباحى وحزب ( الأمة ) ومع ( علىّ الدين صالح) وحزب مصر الفتاة  ، وحين سيطر على جريدة ( مصر الفتاة ) أسرعت بتركها . كان يهاجم مصطفى كامل مراد ، ولكن بالاتفاق مع الأمن والإخوان المسلمين أقنع مصطفى كامل مراد أن بإستطاعته أن يجلب له أموالا من القذافى وأن يجعل الأحرار صحيفة يومية . وفعلا تم إرضاء وحيد غازى بإعطائه رخصة صحيفة اسبوعية بعنوان ( المواجهة ) وتولى مصطفى بكرى رئاسة الأحرار عام 1996 ، فتركتها .

جدير بالذكر أن مصطفى بكرى حاول نفس اللعبة مع جريدة حزب العمل الاشتراكى لعزل مجدى حسين وعادل حسين ،وفشل. و حاول تفجير الحزب الناصرى وفشل  . وفى سيطرته على جريدة ( الأحرار ) وحزب الأحرار ـ بالاتفاق مع الاخوان المسلمين ـ إستغل مرض الاستاذ مصطفى كامل مراد ، فجمع أعوانه البلطجية ، واقتحم مقر الحزب ، وأعلن نفسه رئيساً للحزب .  وفشلت محاولته ، ولكنه أفلح فى وضع البذرة فى تفجير الحزب من الداخل .

10 ـ فى فترة الصراعات داخل الحزب بعد موت الاستاذ مصطفى كامل مراد تصاعد نفوذ الاخوان فى حزب ( الأحرار ) وفى جريدة ( الأحرار ). ورآها الاخوان فرصة للإنتقام منى بأثر رجعى بعد ان تركت جريدة الاحرار .

11 ــ كيف ؟ نعرض هذا فى المقال التالى . 

اجمالي القراءات 6309

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الإثنين ٢١ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[86918]

عندما يكتب الدكتور أحمد صبحي منصور شيئا من تاريخه .


حفظكم الله جل و علا دكتور أحمد صبحي منصور ، لم تنجح محاولات الدكتور عثمان في إقناعك بكتابة ( كتاب عن حياتك ) و كان ردك وقتها مقنعا جدا ، في ثنايا هذا المقال يتتبع القارئ ( كمية ) المعاناة و ( حجم ) الإصرار على مواصلة ( الجهاد ) بالقران الكريم و كم كان ( جهادا ) حقيقيا لا يتذوق معاناته و خطورته إلا من عرف ( وحشية ) الخصوم و التي راح ضحيتها المفكر الراحل الدكتور فرج فودة .



إستوقفتني عبارة : ( كل ما قمتُ به أننى وجهت عقله العبقرى الى مجال التراث فأصاب الوهابيين فى مقتل ) و يا ترى كم من عقول عبقرية لم تجد من يوجهها و تاهت في غياهب التراث و ما أنتج هذا التراث من شخصيات ( مقدسة ) لا تمس و لا تنتقد و يذكر إسمها بالتبجيل و الدعاء في المساجد و بقية الأماكن و بهذا ( التقديس ) أوجدوا لها ( حصانة ) و بهذه الحصانة غيبوا عقولهم عن نقد أفعال هذه الشخصيات و أقوالها و التي تناقض شرع الرحمن خالق السموات و الأرض و مدبر الأمر سبحانه .



أفتح قوسين قبل الإنتهاء من هذا التعقيب و أقول : ( كنت عائدا من رحلة بالطائرة و فتحت النافذة لأتأمل ذلك السحاب و صنُع الله الخالق جل و علا فكيف بمن خلق و قدَر أن يُشرك مع اسمه أحداً !! ) كيف تنسب قدرة بشرية محدودة لمعجزات لا تحدث إلا في خيال الجهلة !! و صدق الله جل و علا : (  وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) و لأنه عليه السلام لا يقول من تلقاء نفسه فيما يخص التشريع و قول الله في رسالته للناس فقد قال له أن يقول : ( قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) .



حفظكم الله دكتور أحمد و رحم الله عز وجل صديقكم و رفيق دربكم الدكتور فرج فودة .



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٢١ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[86921]

شكرا استاذ سعيد على ، واقول :


1 ـ فى أول تأبين للراحل فرج فودة فى نقابة الصحفيين قلت :( لم يسقط فرج فودة قتيلا ، بل إرتفع منارا لحرية الفكر ورائدا للأحرار ) .وذكرت شهامة فرج فودة ونذالة شيوخ الأزهر ،ووصفت أحدهم فقلت ( إنه لا يكذب أبدا إلا عندما يتكلم ) . وضجت القاعة بالضحك ، وكان بين الحضور قادة الفن والفكر ومن بينهم عادل إمام الذى لم يملك نفسه من القهقهة على هذه العبارة .

2 ـ الاغتيال للمفكر ينشر فكره أكثر . وقد قمت بنشر مقالاته وندوته مع الشيخ الغزالى فى كتابين بالتعاون مع الصديق الراحل كمال بولس . 

3 ـ هذه المقالات عن جهادنا ضد الوهابية هو تسجيل تاريخى معاصر للأحداث ، ألتزم فيه الأمانة العلمية ، حسبما رأيت وسمعت . أبادر بتسجيله ـ ومعظمه موثق ومنشور ـ لمواجهة الخصوم الذين يفترون علىّ الكذب فى وجودى وفى حياتى . فى مناظرة تليفزيونية مشهورة مع الاخوانى الأزهرى عبد العظيم المطعنى إتهمنى كذبا بأننى زرت  أمريكا  عام كذا وكذا ـ وقلت له انك تكذب فى وجودى فماذا لو كنت ميتا ؟ وماذا إذا أحضرت جواز سفرى يؤكد كذبك ؟ وهددته برفع دعوى عليه فألقمته حجرا . 

4 ـ هؤلاء أناس يقوم دينهم على الافتراء على الله ورسوله ، ويعتبرون أكاذيبهم دينا ، فمن السهل عليهم أن يكذبوا فى كلامهم وأن يتأسس هجومهم علينا على إفتراءات كاذبة، ليستروا عجزهم عن النقاش بالدليل . فى الفصلين القادمين عن فرج فودة وعن مشروع اصلاح التعليم سيأتى المزيد بعون الرحمن جل وعلا. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,343,102
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي