ويسألونك عن الأقصى..وفي السلام ختام

سامح عسكر Ýí 2016-06-13


بعض الأصدقاء الأعزاء كتبوا على صفحتي في الفيس بوك معترضين على إثارة قضية الأقصى وهويته، والبعض ينكر التوقيت بسبب ما قيل عن قرب انعقاد مؤتمر للسلام بين العرب وإسرائيل، وبالتالي مقالي يأتي في سياق تدعيم رؤية الدكتور يوسف زيدان التي تخدم هذا المؤتمر..وردي على ذلك في هذا المقال عبر ثلاثة محاور، اثنان بإيجاز والثالث مفصل:

المحور الأول: أنني من أنصار السلام كقيمة ليست فقط سياسية بل دينية عظمى أمر بها الإسلام في العديد من الآيات

قال تعالى.." يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كآفة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين".. [البقرة : 208]

وقال.." فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا".. [النساء : 90]

وقال أيضا.." يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة "..[النساء : 94]

لذلك لست ضد السلام مع إسرائيل بل أشجعه وأدعمه بكل كياني الروحي والعقلي والسلوكي، لكن لكل سلامٍ فريضة وهي (الحقوق) فلا يجب السلام قبل انتزاع هذه الحقوق التي أراها في مجملها للشعب الفلسطيني الذي هُجّر منذ بداية القرن العشرين إلى الآن، وأن يعود الحق لأصحابه..ومع ذلك أرى أن السلام مع إسرائيل صعب لحروبنا الداخلية، لثقافتنا العربية المنحطة والعنيفة..إذا كنا قد فشلنا في السلام مع أنفسنا فكيف ننجزه مع إسرائيل؟!!

المحور الثاني: أن قضية فلسطين سياسية وليست دينية، والغريب أن نردد ذلك ولا نؤمن به ونُصِرّ على حشر المسجد الأقصى في كل صغيرة وكبيرة تخص هذا البلد وتلك المشكلة، قضية فلسطين هي قضية شعب يئن من وطأة الاحتلال..قضية شعب يئن تحت ظروف الحصار..العامل الديني ووجود الأقصى كان مجرد عامل مساعد للاشتعال وللمتاجرة ليس أكثر، لكن لُبّ ومُخّ المشكلة سياسي يكشف مطامع وأهواء الساسة ورغبتهم في التحكم والسيطرة..سواء عند العرب أو عند اليهود منذ العهد الأموي..

وفي تقديري أن الإيمان العملي بسياسية مشكلة فلسطين يتطلب أولا البحث التاريخي والموضوعي المحايد في ظاهرة (اللبوس الديني) للمشكلة، ولن يفيد ذلك القول بيهودية القدس أو أسلمتها أو مسيحيتها، فالمدينة عمليا بعد 13 قرن منذ بناء الأقصى على يد عبدالملك بن مروان وهي مقسمة بين الأديان الثلاث، وأي محاولة من أي متدين لاحتكارها وإدارتها بمفرده ستجلب مشاكل بقدر تمسك هؤلاء المتدينين بدينهم..أي أن هذه الدراسة لا تعطي لأحد الحق في إدارة المدينة أو التواجد فيها، بل جهد قليل في إطار المعرفة والعلم الذي حض عليه القرآن ، والأقصى قائم شئنا أم أبينا..حتى لو لم تكن له قداسة إلا أن وجوده كمسجد كبير لا يقل في أهميته عن مساجد الأزهر والأموي والقيروان وقرطبة للمسلمين الحق بالانتفاع به والتعبد إلى الله من خلاله..

المحور الثالث: هو رد البعض بكلام الدكتور عدنان ابراهيم، وقد سبق التعليق الموجز على كلامه والإشارة بأن الأديب يوسف زيدان قد رد عليه، وفي العادة لا أخصص مقالات للرد بل لتقريب الفكرة ومناقشتها بموضوعية دون الإشارة لأشخاص، ولكن هذه المرة مضطر للرد على جزئية واحدة أثارها الدكتور عدنان..وأترك الباقي لمن شاهد رد زيدان على عدنان، والسبب أن زيدان لم يتطرق في رده إلى تلك الجزئية فأحببت التعرض لها للإحاطة بكلام المعترضين وواجبي في مناقشتهم وإزالة ما التبس من مفاهيم..

استشهد الدكتور عدنان بكلام الرحالة الفرنسي أركولف Arculf ، وبعد اطلاع وإحاطة بهذا الرحالة تبين لدي ما يلي:

أنه زار القدس بين عامي 679 و688م، وبالتقويم الهجري بين عامي 59 و68 هـ، وأقاويل بأنه غادر القدس عام 682 وأخرى بأنه غادرها 690م لكن سـألتزم بالتاريخ الرسمي والمشهور الموضوع بصفحة الرحالة في موسوعة ويكبيديا باللغة الفرنسية وهو كما تقدم 9 سنوات تبدأ من عام 679، وهو بذلك يكون قد حضر ولاية عبدالملك بن مروان..وحضوره له دلالات سنذكرها..

يقول أركولف بالمعنى لاختلاف وعدم دقة الترجمة:

"في مكان مشهور شيد المسلمون معبدا جميلا للصلاه على جبل الهيكل، ودعي بالحرم الشريف على شكل مربع من الخشب يسع إلى 3 آلاف رجل"..انتهى

ولو صدقت هذه الشهادة فهي تعطي لإسرائيل الحق في هدم الأقصى كونها تقرير ببناء الجامع فوق الهيكل اليهودي، وهو ما لم ينتبه إليه الدكتور عدنان الذي اجتزء شهادته ولم يرويها كاملة، ولكن باطلاعي على الشبكة العنكبوتية تبين أن الأمر يختلف، ومن شاء فليراجع هذه الروابط بالفرنسية.

ويكبيديا
https://fr.wikipedia.org/wiki/Mosqu%C3%A9e_al-Aqsa


أو في موقع اسأل التاريخي
http://www.historynet.com/what-is-the-history-of-temple-mount.htm


أو في الموسوعة الكاثوليكية للتعريف بالراهب أركولف
http://catholicism.academic.ru/1019/Arculf


وعلى من يجيد هذه اللغة فليترجم ما قاله أركولوف في التعليقات، أو يبحث بنفسه عن مصدر حديثه فقد بحثت ولم أجد سوى قصاصات وشهادات مرسلة يبدو أن الدكتور عدنان اعتمد عليها..ولو صدق ذلك فلا يليق بالدكتور الذي أنكر على هارون يحيي من قبل نفس التصرف..!

بهذه المعلومات معاوية توفى عام 60 ه أي بعد قدوم أركولوف بعام ـ، وعبدالملك بن مروان تولى الخلافة عام 65 هـ أي قبل رحيل أركولوف ب3 سنوات ، وهذا يعني أن الرجل إما شاهد عمليات البناء في عهد معاوية، أو في عهد يزيد، أو في عهد عبدالملك، وليس كما زعم البعض أنه شهد بقِدَم المسجد قبل قدومه..

المؤرخون قدموا قرينة على صحة الاستنتاج الثالث وهو أن عبدالملك هو من بنى المسجد، وسبق الإشارة إلى أقوالهم في دراسة.."بالأدلة..المسجد الأقصى ليس في فلسطين"..

لوحظ أن الاستشهاد بكلام أركولف مرتبط بكلام المؤرخ المقدسي.."مجير الدين الحنبلي"..وهو متوفي عام 928 هـ/ 1522 م، ولا أفهم ما العلاقة بين الاثنين؟..ربما لأن مجير الدين مهندس مختص بفن العمارة، وشهادته فنية تاريخية دينية معا، وهي بذلك من أوثق الشهادات عن تاريخ الأقصى، ولكن بالنظر لزمن مجير الدين وهو الزمن المملوكي العثماني سنرى أن الأقصى كان قد بلغ ذروة تقديسه في تلك الفترة، وأصبح شد الرحال إليه من واجبات الدين..لذلك أعتقد أن من يروج لكلام أركولف أو مجير الدين غالبا فلسطيني أو من الإسلاميين الجدد الذين أثاروا قضية الأقصى في الضمير العربي بعد حرب فلسطين عام 48، وهو في العموم سلوك عاطفي

أضيف أن الغرض من بناء عبدالملك للأقصى ليس فقط مجرد الرد على ابن الزبير أو البحث عن مكان بديل للحج، ولكن في تقديري لأن عبدالملك كان مهتم بسيادة الإسلام على المسيحية، وبناء مسجدين في هذا المكان الممتلئ عن آخره بمقدسات اليهود والمسيحيين سيجعل من الإسلام منافس ديني قوي، وقد حدث بالفعل..

ثم على افتراض أنه قديم أو حتى مبني في عهد عمر فالمكان مشهور- حسب توصيف أركولوف-وهذا يعني احتمالية هدم من قام ببناءه لمعبد قديم، وهي الجزئية التي يثور العبرانيون من أجلها متهمين المسلمين ببناء الأقصى على أنقاض الهيكل، وبدوري أتساءل، هل كان لعمر بن الخطاب سابقة واحدة في هدم معبد أو كنيسة؟..ومن الذي له سوابق في هدم الكنائس وبناء المساجد محلها..أليس الوليد بن عبدالملك الذي بنى الجامع الأموي على أنقاض كنيسة يوحنا المعمدان؟!

ولماذا نقوش الأقصى من الداخل موجهة للعقيدة المسيحية تحديدا؟

سؤال ثان: إذا كانت نقوش الأقصى موجهة للعقيدة المسيحية في حين يعتقد المسلمون حينها-مثلا-بالمعراج وأن النبي صعد إلى السماء من هذا المكان وأنه صلى بالمسيح وبالأنبياء وأنه ربط البراق جانب الحائط..فما الذي منع من تدوين هذه العقائد على جدران المسجد؟

هذا يعني أن قصة الإسراء والمعراج -وقت بناء الأقصى- لم تكن معروفة، وأنها أضيفت بعد ذلك في العصر العباسي، أو كانت معروفة ولكن لم يكن المسلمين على قناعة بها فرضاً لو رويت، فأبسط البديهيات أن يُعطى للمسجد قيمته الدينية في النقش الرئيسي..

سؤال ثالث: لو كان الأقصى قبلة المسلمين الأولى فما الذي منع من تدوين آية تحويل القبلة على جدران وأسقف المسجد؟

للأقصى أهمية دينية عند المسلمين لسببين لم تذكرهما النقوش ولا أي حفرية أركيولوجية..هذا مثير للاهتمام وسؤال مفصلي حول الهدف من بناء المسجد ، ويثبت- بشكل آخر- صحة ما وصلنا إليه في الدراسة السابقة والتي أتبعت بعرض أكاذيب بني أمية في تقديس المسجد التي وصل بها الحال لتقديم الأقصى على سائر وعموم المساجد بما فيها البيت الحرام..ومدينة القدس على كافة المدن بما فيها مكة والمدينة، وشعبها على سائر الشعوب باختلاف أجناسهم وألوانهم..

سؤال رابع: أليس النبي من طرد اليهود من المدينة بعد غدرهم بنص القرآن؟..أليس وجودهم في المدينة انتهى تماما قبل زمان الأمويين؟..فما السر في عدم وجود أي صراع بين عبدالملك بن مروان واليهود في الشام خلال فترة حكمه؟..أليست روح الانتقام اليهودية لآبائهم موجودة بإمكانهم تفريغها في سلطة بن مروان؟..أليس عبدالملك بإمكانه أن يخرج بطل شعبي لو طرد اليهود أيضاً من القدس؟..ولماذا لم ترد نقوش الأقصى على اليهود واكتفت فقط بالمسيحيين؟!

سؤال خامس: لماذا قبة الصخرة على شكل (مُثمّن) متساوى الأضلاع ليس به أي بروز لمحراب أو اتجاه للقبلة؟..ألا يعني ذلك أن القبة بالأصل كانت (مبنىً للطواف) تمت إضافة المحراب الداخلي له بعد ذلك؟..ولماذا هذا الشكل بالذات دونا عن التصميم الشائع في العصر الأموي المميز بالبهو والساحات والأبواب والأعمدة؟..ولماذا لا توجد مئذنة لها؟..وما حقيقة بنائها على أنقاض كنيسة؟

سؤال سادس: تقولون أن سورة الإسراء قصدت المسجد الأقصى في فلسطين، وأن المعراج تم من هناك..فمتى نزلت السورة هل قبل الهجرة أم بعدها؟..فلو كانت قبل الهجرة لماذا قلتم أن الصلاه فرضت في المعراج بينما تقولون في نفس الوقت أنها فرضت في السنة الثانية بعد الهجرة..؟!

سؤال سابع: لماذا تخلو أي مدونات أقدم من القرن الرابع الهجري من لفظة.."القدس"..وأن الشائع على المدينة إسمان هما .."إيلياء وبيت المقدس"..وكلاهما مسميات يهودية أطلقت على المدينة؟

سؤال ثامن: ما مدلول كلمة.."قدس"..في الثقافة الإسلامية من حيث الجذور والمعنى والانطباع؟..ولماذا خلى القرآن منها بل وحتى الأحاديث؟..ولماذا تهتم بها الثقافة المسيحية أكثر بوصفها أحد عناصر الثالوث.."روح القدس"..؟..ألا يعني ذلك أن الكلمة أصلها مسيحي؟..ومن الذي أطلقها على المدينة؟..ولماذا عبدالملك بن مروان بالذات لم يطلقها أو حتى عرفت في العصر الأموي؟

سؤال تاسع: الأسرة الأموية مقسمة لفئتين الأولى (سفيانية) وهم معاوية ونسله، الثانية التي أعقبتها (مروانية) وهم مروان بن الحكم ونسله، والسؤال : لماذا لم تُثَر قضية الأقصى في العهد السفياني؟..ولماذا المراوانيون بالذات من حاربوا بن الزبير؟..وما حقيقة العلاقة بين معاوية وبن الزبير؟..وإذا كنتم تتفقون على بناء عبدالملك لقبة الصخرة وليس الأقصى فما الغرض من بنائها في العهد المرواني وما الذي منع السفيانيين من الانتباه لتلك الصخرة وإقامة المسجد عليها..؟

9 أسئلة الرد عليها واجب وضروري قبل الشروع في البحث عن هوية الأقصى ومركزه في الثقافة الإسلامية، ولأن هدفي الحقيقة لذاتها أتمنى أن يكون الدكتور عدنان ابراهيم أو كل من يؤيد رأيه أن يكون قد اطلع على هذا المقال ويجيب على هذه الأسئلة بنفسه، وأتعهد بسماعها والتعليق عليها إذا لزم الأمر.

مشكلات عديدة تحيط بالأقصى وتعززت هذه المشكلة بربطه بخرافات وأساطير زرادشتية أو مسيحية كالمعراج، وسبق الإشارة أن قصة المعراج في الدين الإسلامي مفتعلة عن طريق الراوي.."قتادة بن دعامة"..المتوفي عام 118 هـ الذي عزاها لصحابي مجهول إسمه.."مالك بن صعصعة"..وقتادة كان من أبرز شيوخ ومحدثي الدولة الأموية، وهو إثبات- من نفس الجانب- بأن عبدالملك وأبنائه استعملوا نفوذهم وسلطانهم في تقرير قدسية الأقصى وإشاعتها بغرض الرد وحصار بن الزبير وحلفائه

إلى هنا أغلق المناقشة في شأن الأقصى التي خصصت لها ثلاثة مقالات متتالية للتوضيح وإزالة الشكوك والاعتراضات، ويقيني أنه طالما زلنا نفكر بأن قضية فلسطين دينية فلا جدوى من القراءة والبحث، وأترك النقاش –مؤقتا- لحين وضوح رؤية الجانب الآخر ورده على هذه الأسئلة التسعة..والسلام ختام..

اجمالي القراءات 10179

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   ليث عواد     في   الإثنين ١٣ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82066]

و ما يدريك أن الأقصى هو مكان المسجد الذي شيده سليمان


 العرب عرفوا المدينة ببيت المقدس و ليس بإلياء، ذالك كان إسمها عند المسحيين في فلسطين.



الرويات  في هذا كثيرة (نحن لا نؤمن بالأحاديث كمشرع لكن لا نغفل دلالاتها التاريخية)



و إسمها عن اليهود  كان أورشليم و هو إسم محرف من لغة اليبوسيين الكنعانية و التي كلن أصلها أور سالم و في تفسير معنى هذه الكلمة قيل الكثير.

من المؤكد أن رحلة الإسراء قد بين الرسول مكانها في بيت المقدس (الذي أكده القرأن في سورة الإسراء)

من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،

ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة.





أما عن أحقية اليهود في هدم المسجد الأقصى لأنهقد أشيد مكان معبد سليمان  لهو أكثر الكلام عبثا قد سمعته (مع إحترامي الشديد  للكاتب)، فلست أدري على أي أساس أقام حجته هذه؟؟

فلا اليهود هم بنو إسرائيل فيكونوا ورثة النبي عرقيا، و لا هم سكان الأرض فتكون لهم الأحقية في بناء معبدهم.



سليمان أعاد بناء المسجد و قد هدم هذا المعبد من الرومان و أعاد بنائه المسلمون و صار مسجدهم و إنقضى الأمر.



ختاما، لن يشكك أحد في دين شخص قال إن المسجد الأقص ليس في فلسطين، لكن من المؤكد



 أن الغالبية المطلقة جدا جدا من المسلمين ستبقى على يقين من أن المسجد الأقصى مكان مدينة القدس و بالأدق المائة دونم المحاطة بالأسوار من نواحيها الأربعة.

 

هذا مجرد رأي و الله تعالى أعلم



2   تعليق بواسطة   مكتب حاسوب     في   الثلاثاء ١٤ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82080]



على هذا الربط تجد شهادة أركولف "Arculfe" يذكرها أدومنان "Adomnan d'Iona" حول زياته للأماكن المقدسة



http://remacle.org/bloodwolf/historiens/adamnan/lieuxsaints.htm

باللغة اللاتينية:

Caeterum in illo famoso loco, ubi quondam templum magnifice constructum fuerat, in vicinia muri ab oriente locatum, nunc Saraceni quadrangulam orationis domum, quam subrectis tabulis et magnis trabibus super quasdam ruinarum reliquias construentes vili fabricati sunt opere, ipsi frequentant: quae utique Domus tria hominum millia simul (ut fertur) capere potest.

ترجمة للغة الفرنسية:

Dans le lieu fameux où fut magnifiquement construit le Temple, les Sarrasins ont élevé une maison de prière ; elle est quadrangulaire, couverte en bois, à l'aide de grandes poutres qui reposent sur quelques restes de ruines. Ils se réunissent dans cet édifice de structure misérable et qui peut contenir environ trois mille hommes

ترجمة للغة العربية:

في المكان ذات الصيت أين شُيد المعبد  الجميل، أقام أو بنى العرب بيتا للصلاة، مربع الشكل، مغطى بالحطب، بواسطة أعمدة كبيرة وُضعت على ما تبقى من خراب البناية القديمة, يتجمعون في هذه البناية البائسة التي تسع لحوالي 3000 شخص.



ترجمة للغة الإنكليزية:



in the celebrated place where once the temple arose in its magnificence, the Saracens now have a quadrangular prayer house. They built it rougnly by erecting upright boards and great beams on some ruined remains. the building, it is said, can accomodate three thousand people at once.



3   تعليق بواسطة   مكتب حاسوب     في   الثلاثاء ١٤ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82081]



يُفهم من النص أن المكان كان مجهورا حينما وصل العرب،



حسب أولاق قرابار"Oleg Grabar"  المؤرخ و الأركيولوجي الفرنسي فإن المسيحيين الذين كانوا يمثلون الأغلبية، وقت الفتح الإسلامي، كانو قد جعلوا من المكان المقدس مزبلة لرمي القاذورات لإحتقار اليهودية، أي كان خربة قبل أن يعيد له العرب قدسيته



يُفهم كذلك من النص أن البيت الذي بناه العرب قوق بقابا الخربة كان موجودا قبل حضور أركلوف و لكنه كان متواضعا "بائس"، فالإحتمال أنه بقي على حاله منذ وصول عمر بن الخطاب هناك، حتي أعاده عبد الملك و جعل منه بناية حقيقية



و بغض النظر عن الترجمة فالمقال يحوي كثير من المغالطات


4   تعليق بواسطة   سامح عسكر     في   الجمعة ١٧ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82133]

بنى العرب..يعني فعل مستحدث


أستاذ مكتب حاسوب



شكرا جزيلا أثريت الموضوع وأغنيته بالمعلومات



لكن لدي تعليق بسيط



الترجمة التي أتيت بها لنص أركولف لا تعني أن المسجد كان موجودا قبل قدومه، فهو يقول لفظا.."بنى العرب بيتا للصلاه"..وهذا إقرار عقلي ونفسي بفعل مستحدث وإلا قال.."أضاف العرب للبيت"..أو.."وجدت بيت الصلاه كذا"..أو.."هذا البيت"..



فلفظ (بنى) يعني حدوثه رأي الشاهد والسامع لدى المتكلم بدلالة أخرى أنه قال.."العرب"..لم يقل الخليفة، واللفظ لديه محل إنكار لأن البيت بني على جبل الهيكل أو كما وصفته في ترجمتك بخراب البناية القديمة



5   تعليق بواسطة   سامح عسكر     في   الجمعة ١٧ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82134]

لم أقل ذلك استاذ ليث


الأستاذ ليث عواد



لم يقل المقال ولو بالإشارة أن لليهود حق في الأقصى، بل ما جاء فيه (رد على عدنان ابراهيم) الذي اجتزأ شهادة أركولف ونقل منها ما يؤيد رأيه، والترجمة الكاملة تعطي معنىً آخر، أي هو رد في سياق أو في إطار خطأ عدنان على نحو (ماذا لو) يعني لو كلام عدنان صحيح فالليهود حق في المسجد..والمقال هدم كلام عدنان بالكلية



6   تعليق بواسطة   مكتب حاسوب     في   السبت ١٨ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82162]





إلى الأستاذ سامح عسكر



شخصيا لم أتابع حوار عدنان و زيدان و لا  أعرف ما الموضوع الذي نقاشاه و لا المشكلة التي عالجاها، من هذا الباب ليس عندي ما أدلي به.



بالنسبة لموضوعك، و حسب رأيي، فإنه يحوي على مغالطات عدة و أعتقد أن السبب هو أنك تجهل الإشكالية في جوهرها. إذا كان لديك إهتمام بالقضية الفلسطينية فعليك أن تطالع على ما أبرزته الإكتشافات الأثرية و التاريخية التي أُحرزت في القرنين الاخيرين لأنها الوحيدة التي تحوي على حقائق موثقة بعيدا على المعتقدات و الأفهام الدينية (إقرأ على سبيل المثال تاريخ أورشاليم لفراس سواح فهو يناقش مما يناقش مسألة البناية لمسجد الأقصى من الناحية التاريخية و الأركيولوجية منذ العهود القديمة معتمدا على الدراسات الحديثة، له كتب أخرى في الموضوع مثل الحدث التوراتي و الشرق الأدنى القديم أو آرام دمشق و إسرائيل، أو كتاب الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل لروجي جارودي، أو كتاب إختراع الشعب اليهودي لشلوموا ساند، أو كتب مؤرخين مثل إسرائيل فينكلشتاين، تومبسون توماس ل، إلخ



ستفهم بعدها أن القضية الفلسطينية هي مشكلة إستعمارية و تصفة الإستعمار و ليست قضية سياسية، أو أن الخلفية الدينية التوارتية "الوهمية" هي التي كانت المحفز لقبول البريطانيين تسليم هذه الأرض للمحتلين اليهود، الذين ليس لهم أية علاقة لا بالأرض و لا بتاريخها.



بالنسبة للترجمة فلو أعتمدت على الترجمة الفرنسية فإنه يُفهم أنه وصف لمكان اعتمده العرب كبيت للصلاة، و حسب الوصف فهي كانت بائسة و لم تكن بناية صلبة، لا يوحي النص أن هذا البيت تم إنشاؤه في وقت تواجده هو في المكان "مكث في المدينة 6 أشهر فقط" و باقي الكتاب يعتبر كذلك وصف لباقي ما شاهده في المدينة في رحلته.

هذه ترجمة أخرى للغة الفرنسية قدمها جون طولان توحي كذلك أنه وصف لحال و لا يعني أنه شاهد ناس يبنون بيتا للصلاة

"Nous trouvons d’ailleurs dans cette ville à jamais célèbre une maison de prières, de forme carrée, construite par les Sarrasins, sur l’emplacement même où s’élevait jadis  [le] temple merveilleux, bâti à l’Orient de la ville et à proximité de l’enceinte. Cet oratoire  a été édifié à peu de frais à l’aide de planches et de poutres supportés par  quelques pans de ruines. Cette maison de prières où se réunissait cette peuplade  pouvait certainement contenir trois mille personnes (c'est du moins la tradition)12."



بالعربية: مما نجده كذلك في هذه المدينة الخالدة بيت للصلاة ،مربعة الشكل، مبنية من طرف العرب، في المكان نفسه أين كان قائما في الماضي المعبد الرائع، مبنية في الناحية الشرقية للمدينة ..إلخ



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 7,599,690
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 411
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt