فلاح وشيخ و... حمار

آحمد صبحي منصور Ýí 2014-11-18


1 ــ كان الفلاح يعيش مع زوجته وأولاده وبناته فى حجرة ضيقة يتكدسون فيها ، لا يكادون يتنفسون هواءا نقيا . إشتكى الفلاح الى شيخ المسجد من معاناته طالبا منه ان يجد له حلا ، فأمره الشيخ بأن يجعل الحمار الذى يملكه الفلاح يعيش معهم فى نفس الغرفة الضيقة . وأذعن الفلاح فليس له أن يخالف رأى الشيخ . وأصبحت حال الفلاح وأسرته أسوأ والحمار معهم فى الغرفة يبيت معهم ويتبول عليهم ، ولم يعد بإستطاعة الفلاح التحمل فولّى وجهه شطر الشيخ يقول له : إغثنى ياشيخى وإرحمنى من وجود الحمار معنا فى الغرفة. فسمح له الشيخ بإخراج الحمار من الغرفة ، وتنفس الفلاح الصعداء مستريحا . وزاره الشيخ فى غرفته فوجد الفلاح راضيا قانعا ، يتذكر بكل سوء الأيام التى عاش معهم فيها الحمار فى الغرفة .

2 ـ هذه قصة رمزية تنطبق على الحالة المصرية . ضجّ المصريون من إستبداد مبارك وفساده وحكم العسكر ، وثاروا عليه ، واستبدلوه بالاخوان ، فكانوا الأسوأ ، فعادوا الى حكم العسكر راضين به ، وطردوا الحمار الاخوانى خارج الغرفة . إكتشف المصريون أن عليهم الاختيار بين السىء ( حكم العسكر ) والأسوأ ( حكم الاخوان ) . فرضوا بالسىء ( أفضل ) لهم من ( الأسوأ ).

3 ــوما أتعس أن يكون الأفضل لك هو السىء .!!

4 ـ لماذا يظل المصريون محصورين بين إختيار السىء والأسوأ ؟ لأن المصريين رهنوا عقلهم لدى الشيخ ، أو القسيس . رهنوا عقولهم لدى أرباب الدين الأرضى . أرباب الدين الأرضى ( شيوخ وقساوسة ) يركبون المصريين ، والحاكم المستبد يركب هؤلاء الشيوخ والقساوسة . مشكلة المصريين الحقيقية هى فى خضوعهم لأرباب أديانهم الأرضية ، وجعل الدين الأرضى فاعلا ومؤثرا ومتحكما فى حياتهم اليومية ، فأصبح كل أمر محتاجا الى فتوى من الشيخ والى مباركة من القسيس .

5 ــ الغرب تقدم حين حصر دينه الأرضى داخل الكنيسة ، وأبعدها عن التدخل السياسى والاجتماعى ، وجعل لها دورا ترفيهيا ثانويا فى مناسبات قليلة لمن شاء أن يذهب ولمن شاء أن ( يكفر ). وإنفتح المجال واسعا أمام أهل الغرب للسخرية من رجال الدين ومن الدين الأرضى نفسه ، واصبح رجال الدين فى كنائسهم ( يتسولون ) إهتمام الناس ، وإنخرطوا فى الأعمال الخيرية فإبتدعوا طريقا جديدا يحظون فيه على بعض الاحترام من الناس ، وهو قيادة العمل الخيرى داخليا وخارجيا .

6 ـ الغرب حين إسترد عقله من الكنيسة ودينها الأرضى إنطلق يسير فى الأرض يعمرها ، وإنطلق ينظم حياته مسترشدا بالفطرة السليمة التى تهتدى بالعدل والحرية المسئولة فى التعامل بين الناس والحرية المطلقة فى الدين وبكرامة الانسان وحقوقه ، فأرسى الديمقراطية وحقق نوعا من العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعى ، واصبح العيش فى مجتمعات الغرب حُلما للبشر الذين يعيشون فى الجانب الآخر أسرى لأديانهم الأرضية ، خصوصا الأديان الأرضية للمحمديين من سنة وتصوف وتشيع ، حيث ينحصر الاختيار بين السىء ( حكم العسكر أو القبيلة ) والأسوا ( حكم رجال الدين الأرضى كالاخوان المسلمين أو داعش ) . ولا سبيل أمامهم إلا بأن يستردوا عقولهم من هذه الطائفة الضالة المُضلة ( رجال الدين الأرضى ) .

6 ــ لو إسترد المصريون عقولهم ( أو ما تبقى من عقولهم ) من الشيخ والقسيس لانفتحت أمامهم سُبُل الاختيار ، لن تكون محصورة بين السىء والأسوا ، أو بين ( إمّا وإمّا ) ولكن ستتعدد أمامهم الاختيارات طالما يُمسكون مصيرهم بأيديهم بإختيارهم الحُر ، ولديهم الاستعداد للتضحية فى سبيل حريتهم فى إختيار ما يريدون . عندما يقومون بتغيير ما بأنفسهم من خضوع وذلّة وعندما يصممون على إختيار الحرية والحياة الكريمة ، عندها لا يمكن أن تقف أمامهم قوة . ولكن عندما تنحنى رأس المصرى أمام شيخ أو قسيس فستظل تركع وتسجد أمام الحاكم لأن هذا الحاكم هو الذى يدور فى فلكه شيخ الأزهر والبابا  .  

7 ـ الذى لا يعرفه المحمديون أن رجال الدين هم شياطين الانس ، هم أقذر المخلوقات البشرية ، إذ جعلوا حرفتهم الكذب على الله جل وعلا وإضلال الناس .

الذى لا يعرفه المحمديون أن الاسلام الذى هجروه هو ( دين علمانى ) لا مكان فيه لكهنوت الأديان الأرضية ، وليس فيه ( ازهر ) أو ( قم ) أو ( كنيسة ). وليس فيه مؤسسة دينية تتوسط بين الناس ورب الناس ، لأن الهداية أو الضلال إختيار بشرى ومسئولية شخصية سيكون الفرد مسئولا عنها يوم الدين.

الذى لا يعرفه المحمديون أن العلاقة مباشرة بين الفرد وخالقه جل وعلا ، ولا مجال فيها لواسطة ، وانه ليس فى الاسلام فرد بشرى مقدس.

الذى لا يعرفه المحمديون أن الاسلام يمنع خلط الدين بالتنافس الدنيوى سياسيا أو إقتصاديا ، بل يجعل الدعوة الى الاسلام ليس لإقامة دولة بل للهداية الى أنه ( لا إله إلا الله ) والايمان بالله جل وعلا وحده إلاها وباليوم الآخر موعدا للحساب ، أى دعوة للتقوى . وبالتقوى يكون الفرد حسن الخُلق فى التعامل مع الناس ، سواء كان عاملا فى المجال السياسى أو غيره .

9 ـ  الذى لا يعرفه المحمديون أن الغرب حين تحرر من دينه الأرضى أصبح أقرب بفطرته وعقليته الى التشريع الاسلامى المؤسس على الحرية والعدل والتيسير وكرامة الانسان وحقوقه . ترك المحمديون الاسلام ، وإعتنقوا بديلا عنه أديانا أرضية ، اشدها شراسة الدين السُّنى الحنبلى الوهابى الذى أنتج الاخوان والقاعدة  وداعش.

الذى لا يعرفه المحمديون أن الله جل وعلا أعطى كل إنسان وقتا محددا يعيشه فى هذا الكوكب الأرضى فى هذه الحياة الدنيا ، وفى الأجل المحدد يموت ، وانه خلال هذا العُمر المحدد الذى ينتهى بالموت يمكنه أن يختار أن يعيش ذليلا محشورا فى غرفة ضيقة قذرة يتحكم فيه وفيها الحمار والحاكم الذى يركب الحمار، أو أن يختار أن يعيش حرا يترك هذه الزنزانة يضرب فى الأرض مهاجرا مستمتعا بحريته لا يقدّس إلّا الخالق جل وعلا . المحمديون لا يفقهون قوله جل وعلا : ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت ) . الأرض واسعة ، الكرة الأرضية لا نهائية لأنها دائرية ، تخيل نملة تسير فوق بطيخة ، هل يمكن أن تصل الى نهايتها ؟ كذلك هى الأرض ، هى لا نهائية لمن يسير فيها . الأرض واسعة لا محدودة ، ولكن العمر الذى يقضيه الانسان فى هذه الأرض محدد وقصير . لماذا تقضيه وتضيعه ذليلا يتحكم فيك الحمار وراكب الحمار ؟

( وبالمناسبة فالحمار هو الوصف التمثيلى القرآنى لأرباب الديانات الأرضية سواء من يخدم منهم السلطان أو من يطمح للوصول الى السلطان مستخدما دينه الأرضى الذى يحمل أسفاره ولا يفقه منها شيئا (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة ))

10 ــ الذى لا يعرفه المحمديون أن وقت الوفاة محدد سلفا ، و لايستطيع بشر إنقاذك حين يحل موعد موتك ، ولا يستطيع بشر أن يميتك قبل موعد موتك . كل ذلك بيد الرحمن جل وعلا وحده ؟ فلماذا تخشى الموت وأنت محكوم عليك سلفا بالموت ؟ لماذا تخشى الاعدام وأنت لا محالة ستلقى الاعدام فى الوقت المحدد سلفا؟ ثم ، لماذ تخشى الحمار وراكب الحمار وكلاهما بشر مثلك محكوم عليهما مثلك بالاعدام ؟

( وبالمناسبة فالحمار هو الوصف التمثيلى القرآنى لأرباب الديانات الأرضية سواء من يخدم منهم السلطان أو من يطمح للوصول الى السلطان مستخدما دينه الأرضى الذى يحمل أسفاره ولا يفقه منها شيئا (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة ))

11ـ مساحة مصر  حوال مليون كيلومتر مربع . يزدحم المصريون فى 5% منها ، يتكدسون فى غرفة ضيقة تحت إستبداد العسكر والحمار الذى يركبه العسكر ، وهو نفس الحمار الذى يركب المصريين . ماذا لو طبّق المصريون أمر الله جل وعلا  بالمشى فى مناكب الأرض المصرية (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) (الملك 15 )؟ أمامهم فضاء واسع خال مهجور حول بحيرة ناصر وجنوب البحر الأحمر وجوانب سيناء وحلايب وشلاتين والواحات والصحروات ؟ لماذا لا يهاجرون اليها ويعمرونها بعيدا عن العسكر وحمار العسكر ؟

( وبالمناسبة فالحمار هو الوصف التمثيلى القرآنى لأرباب الديانات الأرضية سواء من يخدم منهم السلطان أو من يطمح للوصول الى السلطان مستخدما دينه الأرضى الذى يحمل أسفاره ولا يفقه منها شيئا (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة ))

12 ــ عندها ستتغير القصة وتكون كالآتى : ( كان الفلاح يعيش مع زوجته وأولاده وبناته فى حجرة ضيقة ، يتكدسون فيها ، لا يكادون يتنفسون هواءا نقيا . قرر الفلاح أن يترك غرفته الضيقة ، توكل على الله جل وعلا ، وارتحل فى أرض الله الواسعة . وجد آلاف الأماكن الصالحة للسكن والزراعة الاستثمار ، لكنها تحتاج الى عمل شاق ، ووجد أن العمل الشاق وهو حُرُ أفضل من العيش فقيرا محكوما بالحمار وصاحب الحمار . بنى الفلاح لنفسه بيتا ، وأسّس لنفسه وأولاده مستقبلا  حُرّا كريما . وأصبح هو الذى يركب الحمار ، ولا يركبه الحمار ) .

توتة توتة .. خلصت الحدوتة ..

أخيرا

( وبالمناسبة فالحمار هو الوصف التمثيلى القرآنى لأرباب الديانات الأرضية سواء من يخدم منهم السلطان أو من يطمح للوصول الى السلطان مستخدما دينه الأرضى الذى يحمل أسفاره ولا يفقه منها شيئا (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة ))

اجمالي القراءات 11379

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ١٨ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[76688]

الحكم المركزى فى مصر .


استاذى الكبير ،ووالدى الحبيب . اكرمك الله على ما تُقدمه من نصائح وإصلاح للمسلمين والعرب من داخل الإسلام والقرآن .. استاذى اتفق مع حضرتك فى كل كلمة وفقرة وردت فى مقالتكم الكريمة . ولكن يبقى أن نعرف ماذا  يفعل ،وكيف سيتصرف المواطن المصرى المهاجر فى الأراضى المصرية امام ترسانة القوانين المركزية سيئة السمعة التى تُجرده من كل شىء بدءا من حُريته وحتى ملابسه الداخلية ،وتجعل كل هذا ملكا خاصا للحكم المركزى وللحاكم الإله فى مصر ؟؟؟



وللتقريب بمثال . استاذى العزيز هل تعلم (وأكيد حضرتك تعلم ولكن للتأكيد فقط ) أن من حق الحكومة أن تسترد أو تأخذ أو تسطو على ما قام به المواطن وافنى فيه حياته وحياة اولاده من أراضى إستصلحها أو منطقة سكنية كانت مهجورة جعلها آهلة بالسكان تحت ذريعة انها ارض ملكا للدولة ،وانه يقيم عليها دون إذن ودون سند ملكية  من الدولة ،ولو حاول توفيق اوضاعه مع السلطة التنفيذية ومع القوانين يفاجىء انه لا يستطيع سداد ثمنها حتى لو باع نفسه وأهله فى مزاد علنى .وهذه أمثلة حية وموجودة ولازالت موجودة فى اطراف القاهرة الكبرى ،وفى المحافظات النائية ....والمثال الصارخ الآخر .. عندما أتخذ السيسى قراره بالبدء فى إنشاء الفرع الثانى للقناة .وبدأوا فى التنفيذ جاءت الخرائط تتضمن إزالة   قرى كاملة  على الضفة الشرقية للقناة يسكنها اصحابها  ربما قبل غزو عمرو بن العاص لمصر ،ولم يُهاجرو منها زمن النكسة ولا اثناء 73 ولا بعدها .ومع تنفيذ الحفر ازالتها كراكات الحكومة المركزية من اول يوم وبدون تعويضات لأهلها (لا سكنية يسكنون فيها ) ولا مادية تعينهم على الرحيل لأماكن أخرى . وكان رد الدولة متمثلة فى تصريحات  محافظ الإسماعيلية و رئيس الوزراء ان هذه ارض ملك للدولة المصرية ،وهم معتدون عليها ،وقد إستردتها الدولة ولا يحق لهم المطالبة بأى مليم تعويض ..



الموضوع مُعقد ويحيط الظلم بكل جوانبه . والمصريون حقيقة وبمرارة اقولها انهم لم يقوموا بثورة  حقيقية بعد .لأن الثورة تعنى قلب نظام الحكم  بقوانينه ونظمه الفاشية الفاسدة ،وإستبدالها بحكم الثوار أنفسهم ،بقوانينهم الإجتماعية والسياسية والإقتصادية العادلة الجديدة ،وهذا لم يحدث .وإنما ما حدث هو الإطاحة بمبارك ،وإستبداله بطنطاوى ،ثم مرسى (الأسوأ ) ثم السيسى ،ولم تتغير قوانين مبارك ولا ما قبل مبارك ،  ولا نُظمه السياسية قيد أنملة ،بل جاءت تشريعات اسوأ وأحط منها بكثير زجت  بجزء من الثوار فى غياهب السجون، وقتلت الجزء الآخر معنويا بالتخوين والتشويه  والتضييق على حرياتهم ،ومنعهم وحرمانهم من التحدث للإعلام .



فلا زال الفلاح قابعا تحت حكم، وقوانين الشيخ (العسكرى ) ويموت رُعبا من أبوال حمير رجال الدين .



2   تعليق بواسطة   عبدالوهاب سنان النواري     في   الثلاثاء ١٨ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[76689]

في غرفتنا حمارين


في اليمن أدخل الشيخ إلى غرفتنا الضيقة حمارين

أحدهما إخواني والآخر هادوي

وشر البلية ما يضحك



3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٨ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[76701]

شكرا د عثمان و استاذ عبد الوهاب


أعلم أن البيروقراطية فى الدولة العميقة تتدخل فى كل شىء ( تقدر عليه ) . وأعلم أيضا أن الدولة العميقة دولة مركزية ، أى تركز على العاصمة والمدن الكبرى . وفى غياب الدولة وقت الثورات والاضطرابات قام الناس فى القرى بحماية أنفسهم ، وأقاموا بيوتا بلا ترخيص ، أى يمكن تحدى الدولة .

لقد تكلمت على أهمية أن يغير كل إنسان ما بنفسه من خوف وذلة وأن يؤمن أنه ميت لا محالة فلا ينبغى أن يرضى بالذل ، بل عليه أن يهجر غرفته الضيقة مسلحا بعزيمة وعزة تأبى الخنوع ، وعندها لن تقوى أى دولة على كسر عزيمته فى مكانه النائى . فى فيلم ( الأرض ) تأليف الراحل عبد الرحمن الشرقاوى وبطولة الراحل محمود المليجى وإخراج الراحل يوسف شاهين صمد ( الفلاح محمد أبو سويلم ) دفاعا عن أرضه حتى سحلوه وهو متشبث بها يرويها بدمه . رحل المؤلف والبطل والمخرج ومعظم العاملين فى الفيلم وبقى معنى البطولة ممثلا فى الفلاح محمد أبو سويلم . كل منا فى حياته ( فعل مضارع ) وبعد الموت سيكون (فعلا ماضيا ) يقال عنه ( كان ) . هل الأفضل أن يقال عنه ( كان رجلا شهما عزيزا ) أم يقال عنه ( كان حمارا ذليلا ) .

هو إختيار وإختبار خلال عمر قصير ينتهى سريعا بالموت .

4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٩ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[76711]

شكرا ابنى الحبيب أحمد فتحى ، وأقول


بإختصار 

الواضح حتى الآن : أن النظام الحاكم ليس نظام السيسى ، هو نظام مبارك العسكرى الأمنى . الأيام القادمة حين تتبلور الأمور وتتضح معالمها ، سنعرف هل السيسى نسخة معدلة من مبارك وحلقة من حلقات الحكم العسكرى الجاثم على مصر منذ 1952 ، أم أن السيسى سيأخذ مصر الى تحول ديمقراطى حقيقى . 

صدقنى يا بنى العزيز 

كنت أتمنى أن اكتب كلاما مثل كلامك . ولكننى أحاسب نفسى على كل كلمة أقولها ، فستبقى الكلمة حجة على صاحبها أو حجة له . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4983
اجمالي القراءات : 53,413,325
تعليقات له : 5,326
تعليقات عليه : 14,626
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي